بروق هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (43).. …المبعوث الأمريكي ود. يوناثان..

بروق هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (43)..
…المبعوث الأمريكي ود. يوناثان..

كل المبعوثين الأمريكان للسودان الذين تعاقبوا على هذا المنصب الغريب زاروا مقر الحوار والأمانة العامة للحوار وبعضهم طلب الدخول إلى قاعات الحوار…

كان اهتماما عجيبا وكبيرا بهذا الحدث.. وكان معظمهم ينقل رسائل تأييد حكومتهم لهذا الحوار ويصرون على التصريح بذلك في منبر إعلام الحوار.. كنت مستغربا أن لديهم معلومات دقيقة عن كل شيئ تقريبا في السودان.. وكنا في كل لقاء بهم نسالهم سؤالا واضحا..

لماذا تقاطع أمريكا السودان اقتصاديا وتضع شروطا تعجيزية للانفكاك من هذه القيود التي تكبل بها الشعب السوداني.. هذه المقاطعة التي أضرت بالمواطن فقط في صحته وتعليمه وفي كل مناحي الحياة التي تحيط به..

كانوا كلهم يهربون من الإجابة ويلجأؤن إلى كلمات دبلوماسية بعيدة كل البعد عن الأسباب وابعد أكثر في تحديد اي التزام متى..

ومن كثرة طرح ذلك السؤال لهم اذكر ان احدهم وفي بداية اللقاء طلب الا نسأله عن متى يتم رفع الحصار الاقتصادي عن السوداني لأنه بصراحة لا يعلم… كيف لا تعلم وانت تدري أدق التفاصيل عن هذا الوطن…

لكنهم هكذا يلتزمون بما يقرر لهم الحديث فيه ويصمتون عن غير المسموح لهم.. هكذا هم جميعا وحتى رؤساء المنظمات الدولية وموظفوا الأمم المتحدة هناك خطوط حمراء لكل واحد منهم يجب ألا يقترب منها..

في احد اللقاءات مع أحدهم سأل سؤالا يعتبر من التفاصيل الدقيقة التي قد لا يعرفها معظم السودانيين أهل البلد دعك من شخص غريب عن الوطن واجنبي في النهاية..

سأل لماذا تم إعفاء د. ح. يوناثان من لجنة حقوق الإنسان السودانية وهو مسيحي من جبال النوبة.. سؤال صاعقة.. لم أعرف حتي تلك اللحظة د. يوناثان..

وأضاف بأن يوناثان متخصص في هذا الشأن وهو الذي يرفع التقارير عن منظمة حقوق الإنسان السودانية وكانت التقارير عن هذه المنظمة تعتمد مباشرة إذا كان الموقع عليها يوناثان اما الان لم نجد توقيعه وعرفنا انه تم اعفاؤه من هذه اللجنة وألحق سؤالا آخر..

لماذا لا يضاف شخص مسيحي في وفد المفاوضات الحكومي… كان ردنا بنفس دبلوماسيتهم نحن لسنا من يجيب على هذه الاسألة ولكننا سنرفعها إلى من لهم الحق في الإجابة.. قد كان ورفعناها إلى رئاسة الجمهورية..

بعدها بأيام طلبت مقابلة د. ح. يوناثان الذي لم التقيه من قبل.. جاء الرجل مشكورا.. قمة في الأدب والعلم والصدق مغموس حتى النخاع بحب الوطن متخصص في حقوق الإنسان.. أكد لي عملية اعفائه وأنه سلم كل مالديه مجرد خطاب اعفائه ولم يشتكي لأحد وغادر فورا.. هكذا وفي كل الحقب السياسية هذا ديدن الساسة السودانيون..
إعفاء من ليس معك في حزبك.. وضع الحوار حدا لهذه المنغصة الموروثة بأن يتم تعيين الأشخاص حسب مؤهلاتهم وكفاءاتهم فقط دون الرجوع إلى انتماءاتهم السياسية أو العرقية أو الدينية.. إذا التزمنا بذلك سنعبر فعلا والا سنظل في أحلامنا وللأسف نحلم بالماضي وليس بالمستقبل…

بروف هاشم على سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *