ليبيا … “أجرأ خطوة” لبوتين مع نجل القذافي تثير صراعا جديدا مع الغرب
وكالات اثيرنيوز
بعد عقد من الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، باتت روسيا تتحدى الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك تركيا، في محاولة لوضع نجل القذافي، سيف الإسلام، حاكما للبلاد، وفقا لما نقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة في موسكو.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد امتنع عن التصويت في الأمم المتحدة على إسقاط القذافي، بعد مرور 42 عاما على توليه السلطة.
“مسألة شخصية للغاية”
وأكد مصدر مقرب من الكرملين أن بوتين، يرى في ليبيا “مسألة شخصية للغاية”، بل وأنه يشعر بالمسؤولية تجاه سيف الإسلام.
وبحسب ما نقلت الوكالة عن مصادرها، فإن روسيا باتت تضغط على الجنرال، خليفة حفتر، لدعم سيف الإسلام، ما سيشكل “مزيجا انتخابيا لا يُهزم”، إلا أن حفتر قد لا يقبل بذلك كونه يسعى لحكم البلاد منذ أعوام.
دول داعمة ومعارضة و”موافقة ضمنيا”
كما نقلت “بلومبيرغ” أن روسيا واثقة من دعم مصر لخطتها، وكذلك إيطاليا التي حصلت موسكو على موافقتها الضمنية.
وأفادت المصادر بأن فرنسا والإمارات عارضتا الخطة، بينما استبعدت تركيا أن يتم الأمر.
ونقلت الوكالة عن الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لموسكو، إيرينا زفياغليسكايا، دعوتها لأن تعمل القوى الأخرى مع موسكو، لأن “روسيا مهتمة باستقرار ليبيا”.
وأضافت أن “القذافي نجح بإبقاء البلاد متماسكة وتجنب الفوضى والحرب الأهلية، كصدام حسين في العراق”.
“أجرأ خطوة لبوتين”
وعلى حد تعبير الوكالة، فإن حيلة الكرملين، إذا نجحت، ستعزز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، لا سيما بعد نجاح بوتين بتدخله لدعم نظام الأسد في سوريا، كما فعل مع القادة الاستبداديين في فنزويلا وبيلاروسيا.
“إعادة حكم القذافي ستكون أجرأ خطوة حتى الآن لبوتين”، قالت الوكالة.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإنه يشتبه منذ فترة طويلة بأن سيف الإسلام تربطه علاقات مع روسيا ومرتزقة “فاغنر”، كما يُعتقد بأنه مرشح موسكو المفضل لقيادة ليبيا.
عودة مفاجئة
وكان سيف الإسلام القذافي قد ظهر على العلن بشكل مفاجئ، نهاية يوليو، لأول مرة منذ اختفائه منذ عدة سنوات، في خطوة من شأنها أن تؤثر على المشهد السياسي في البلاد وربما “تزيد من تعقيده”، وفقا لمراقبين.
وبقي مصير سيف الإسلام غامضا لأربع سنوات خلت، إذ اختفى بعد أن أعلنت المجموعة التي تحتجزه الإفراج عنه، في يونيو 2017.
وكانت مجموعة مسلحة في مدينة الزنتان (جنوب غرب طرابلس) قد قبضت على القذافي، في نوفمبر 2011، وحُكم عليه بالإعدام في محاكمة موجزة.
لكن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه إلى سلطات طرابلس أو المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال الثورة التي أسقطت نظام حكم والده في فبراير 2011.
وصرح القذافي الابن في مقابلة نادرة مع صحيفة “نيويورك تايمز” بأنه يرغب بـ”إحياء الوحدة المفقودة” في ليبيا بعد عقد من الفوضى، ولمح إلى احتمال الترشح للرئاسة.
وأتت المقابلة النادرة قبل فترة لا تصل 5 أشهر على الانتخابات الرئاسية المقررة، في 24 ديسمبر المقبل، وهو ما يعزز الفرضيات المتعلقة بعزمه على الدخول في المعترك السياسي.
ووفقا لوكالة رويترز، فقد كان البعض ينظرون إلى سيف الإسلام باعتباره خليفة إصلاحيا محتملا لوالده في السنوات التي سبقت الانتفاضة ولا يزال شخصية مهمة بالنسبة لمؤيدي القذافي.
وقضت محكمة في طرابلس بإعدام سيف الإسلام غيابيا في 2015 في اتهامات بارتكاب جرائم حرب تتضمن قتل محتجين خلال الانتفاضة. وقالت المحكمة الجنائية الدولية في حينه إن المحاكمة لم تف بالمعايير الدولية.
وتطلب المحكمة الجنائية الدولية التي مقرها لاهاي أيضا باعتقاله بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.
وانزلقت ليبيا إلى الفوضى بعد الإطاحة بالقذافي، فيما تتصارع حكومتان وتحالفات مسلحة متنافسة على السلطة. وتجد حكومة مدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس صعوبة في بسط سلطتها في ظل رفضها من قبل فصائل في الشرق، من أبرزها الفصيل الذي يتبع حفتر.
وبعد عقد من الصراع على السلطة على خلفية التدخل الأجنبي، تولت شؤون ليبيا حكومة مؤقتة في مارس مكلفة توحيد المؤسسات من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية مزدوجة في ديسمبر.