بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (39).. عوضية سمك والحوار…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (39)..
عوضية سمك والحوار…
تعودت الأمانة العامة للحوار على زيارات بعض السودانيين الذين لا تربطهم السياسة بحبل من عندها ولكنهم يحسون بحسس الوطن..
كانوا يأتون وبسجلون في دفتر الزوار وعيونهم مليئة بالتفاؤل بنجاح الأمر..
كانوا يدعون بكل جوارحهم أن يتوافق الناس في تلك القاعات ويخرجون يبشرون الناس بأن البندقية لن تطلق رصاصة في صدر احد ولن تقتل مواطنا لاختلاف في الرأي أو العقيدة أو القبيلة أو الجهة أو العنصر..
ينتظرون خروجهم من القاعات لكي يأتي كل أبناء الوطن الذين اضطروا للخروج منه أن يعودوا لترابه الذي اشتاقوه..
ينتظرون خروجهم لكي لا يسأل مواطن عن قبيلته في دواوين الحكومة.. ينتظرون خروجهم لتروي الأرض بعرق أبنائها بدلا من دمائهم.. ينتظرون خروجهم لكي تكون الحرية منهجا لا يعاقب عليه القانون.. ينتظرون خروجهم لتفتح لهم كل دول العالم أبوابها غير محاصرين بجريرة لم يرتكبوها.. ينتظرون خروجهم لكي تنشأ دولة العدل ويكون المخطئ سعيدا بتطبيق القانون الذي يضعه ويرتضيه كل أبناء الوطن… ينتظرون خروجهم لكي يكون هناك دستور دائم تخضع له رقاب كل أبناء الوطن.. كانت تلك مشاعر المواطنين وكانوا يكتبون ذلك في دفاتر زياراتهم… وفي أحد الأيام أتت المواطنة.. عوضية سمك.. ورغم صعوبة المشوار أتت وتلقت تنويرا شاملا عن الحوار.. وفي نهاية اللقاء طلبت أن يسمح لها بان تقوم بتجهيز وجبة مجانية من السمك لكل الأعضاء المشاركين في الحوار وذلك كما ذكرت ابسط ماتستطيع أن تقدمه لهؤلاء الأبطال… شكرناها على مشاعرها واعتذرنا لها بأن ذلك سيعطل لنا زمن برنامج الاجتماعات.. وأصرت على طلبها بقوة مما اخذ منا زمنا لإقناعها.. وجبة الإفطار تمر بإجراءات ليست سهلة ومسؤولية جهة واحدة تسأل إذا حدث مكروه لأحد.. لذا رفضنا لجهات عديدة أخرى بأن تقدم طعاما أو شرابا لأحد داخل القاعة تحسبا.. كان ذلك احساس المواطن العادي تجاه من يتواجدون داخل قاعات اللجان تركوا مصالحهم الشخصية والخاصة واتوا استجابة لدعوة الوطن الذي ناداهم ليحلوا له مشاكل اقعاده بأن يكون وطنا يسع الجميع…
بروف هاشم على سالم