ابراهيم عثمان يكتب: أتاتورك السوداني وعبور بلا شكر !
وجهة نظر
اثيرنيوز-
على الرغم من بحث أنصار حمدوك الدائم عن مواضيع ليشكروه عليها إلا إنهم يتجاهلون “انجازاته” الرئيسية التي جعلت مجلة بلومبيرغ تلقبه بأتاتورك السوداني . فالطبيعي أن الحكومات، خصوصاً صاحبة المشروعات التغييرية الجذرية، ستركز جزءاً من الدعاية لمشروعها الفكري الذي يُفترَض أنه المحفز الرئيسي لحماس الجماهير وصمودهم وصبرهم وتضحياتهم، والطبيعي أنها ستجد الحمد والشكر من جمهورها كلما أنجزت جديداً في هذا المشروع.
يستبطن القحاتة القناعة بأن العلمانية لا يسهل تسويقها إلا تدرجاً وفي صمت وبغير اسمها الصريح، وقد نتج عن ذلك فائض عمل لا يقابله ما يعادله من الوعد والتبشير في الداخل، على عكس حالهم مع الرخاء المادي حيث فائض الدعاية والوعود والتبشير الذي لا يقابله عمل مكافئ.
هذا لا ينفي أن هناك مستفيدون في الداخل من العبور العلماني الذي تتوالى خطواته على يد أتاتورك السودان، لكن موانع معلومة جعلت هؤلاء لا ينظمون حملات شكر لحمدوك وحكومته :
– لم ينظم المسيحيون وغير المسلمين عامة حملة شكر لحمدوك على السماح بصناعة وتجارة وتعاطي الخمور.
– لم يشكره صانعو الخمور البلدية غير المسلمين على السماح ، ولم يشكره الصانعون المسلمون وزبائنهم المسلمين على التساهل في التعامل معهم.
– لم تشكره الأسر “المتحررة” التي كانت تعاني الأمرين وهي ترى بناتها وهن مجبورات على الخروج من المنزل وهن ملتزمات بمستوى معين من الحشمة.
– لم يشكره الأبناء والبنات المتمردون على القيود التربوية الأسرية على التشجيع على التمرد وحماية تمردهم بالقانون تحت عنوان “حماية خصوصية الأطفال”.
– لم ينظم الملاحدة والمرتدون المجاهرون وغيرهم حملة شكر على التشجيع على الردة والإلحاد، ولا على زيادة ثقتهم في أنفسهم، ولا على حمايتهم بمواد قانونية تغلظ العقوبة على من يتحدث عن إلحادهم أو ردتهم.
– لم يشكره ثروت سوار الذهب وغيره من أصحاب سلسلة “القرآن في فتيل” على عدم تطبيق العقوبة المنصوص عليها في المادة الخاصة بازدراء الأديان حتى بعد تخفيف العقوبة.
– لم تشكره الأسر المسلمة التي كانت تخشى على أطفالها (في مرحلة رياض الأطفال وفي المدارس) من القرآن الكريم. لم تشكره على الحظر هنا والتحجيم هناك.
– لم يشكره الذين كانوا يتحرقون شوقاً إلى التعاملات الربوية في البنوك.
– لم يشكره كل هؤلاء وغيرهم واكتفوا بالتأييد العام والشكر على أشياء أخرى غير محرجة، ولم ينظم منعم سليمان وغيره من ذباب حمدوك الالكتروني حملات شكر مخدومة على هذا العبور الحقيقي .
إبراهيم عثمان