خربشات على جداريات الحوار.. (38).. لم يسجل البشير زيارة للحوار
كانت الأمانة العامة للحوار تتلقى زيارات عديدة ومعظمها من وفود أجنبية وقد بلغت عدد الوفود التي زارت مقر الحوار بقاعة الصداقة وتلقت تنويرا ضافيا عن الحوار ومداولاته ومنهجيته هي 142 وفدا.. أما رؤساء الأحزاب المشاركة في الحوار فكانوا يأتون على فترات متقاربة يتلقون فيها إفادات بمستجدات مايجري ومنها يقابلون مناديبهم في اللجان الست ربما لإيصال توجيهاتهم لمناديبهم.. أما رئيس الحزب الوحيد الذي لم يسجل زيارة لمناديبه في اللجان الست أو يلتقي بالأمانة العامة للحوار هو الرئيس البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني.. لا أدري المبررات التي دعته لذلك.. أيضا السيد نائبه الفريق أول بكرى حسن صالح لم يدخل اي قاعة من قاعات لجان الحوار طيلة فترة انعقاد المؤتمر الا مره وإحدة.. أتى أمام باب القاعة الرئاسية وطلب أن يأتي إليه الأمين العام وكان ذلك اليوم قبل انعقاد الجمعية العمومية للحوار.. ذهبت إليه وذكر أنه يريد فقط أن يتأكد من جاهزية المكان لاستقبال اجتماع الجمعية العمومية.. كانت لديهم حساسية عجيبة تجاه التواجد في هذا المكان… دخلنا سويا ووجد كل شيئ مرتب حتى أسماء أعضاء الاجتماع موضوعة في مكانها.. كان في داخل القاعة مخرج يوم الغد يراجع أيضا في تفاصيل أماكن وضع كاميراته والإضاءة ووضع اللافتات.. لاحظت في اللوحة الكبيرة خطأ املائي في الكلمة الإنجليزية under auspices…. أي تحت رعاية.. فقلت في نفسي أخبرهم بتصحيحها بعد خروج النائب.. لم يأخذ وقتا كبيرا.. وسأل إذا اتاكم شخص غير مدعوا للاجتماع ماذا تفعلون.. ذكرت له أن الاجتماع محصور فقط على الأعضاء اما اذا اراد شخص غير مدعوا لمتابعة الاجتماع وحضر للقاعة فلدينا شاشات كبيرة خارج القاعة تعكس مايدور داخلها.. انتهت الزيارة وكانت المرة الأولى والأخيرة.. بعد مغادرته مباشرة أتى تيم من الفنية باجهزتهم وكلابهم البوليسية ودخلوا القاعة يفتشون ويبحثون في كل المقاعد.. وقفلوا القاعة ومنعوا الدخول إليها.. أتيت للقاعة لابلغهم بإصلاح الخطأ في الكلمة فوجدت أن الدخول ممنوع للقاعة ولن تفتح الا صباح الغد ورجال الأمن متواجدون بالداخل ومعهم فقط المخرج ومعه ثلاثة عمال.. يبدو أن لديهم أمرا جادا بعدم دخول أي أحد.. ذكرت لهم أن بعض التلفزيونات الخارجية ستنقل هذا الحدث ولن نسمح بوجود كلمة مكتوبة خطأ أن تنقل لكل تلفزيونات العالم.. فأنتم لديكم مسؤليتكم ولدينا مسؤليتنا.. بعد وقت ليس بالقصير سمحوا لي بالدخول وابلغتهم بتصحيح الكلمة على اللوحة نفسها ولكن اتفقنا أن يتم تغيير اللوحة كلها.. وقد كان وتم تغييرها.. كان يوما مرهقا بل كان عرسا.. وأهل العروس كعادة السودانيين لا يأكلون في ذلك اليوم ورجعنا بيوتنا والجوع اخذ منا كل مايريد…
برف هاشم على سالم