خربشات على جداريات الحوار.. (37).. لجنة الموفقين
ذكرت فيما سبق أن وجهات النظر لكل لجنة من اللجان بخصوص اي توصية اما ان تكون متفق عليها بالتوافق اي بالإجماع أو بالتصويت على أن تكون نسبة المؤيدين للتوصية (90)٪ فما أكثر.. أما دون ذلك وحتى (50)٪ من المؤيدين تصبح نقطة خلافية غير متفق عليها… وفي هذه الحالة يخضع الأمر إلى مزيد من التداول والنقاش حول النقطة في اللجنة.. واذا لم يتم التوافق عليها أيضا بعد مزيد من التداول نلجأ إلى إدخال الخبراء السودانيين في مجال نقطة الخلاف إلى اللجنة التي بها الخلاف ليقوموا بإلقاء محاضرات في موضوع نقطة الخلاف ويشرحون كل مايلي موضوع الخلاف ويجابون على اسألة أعضاء اللجنة… واذكر أن الأمانة العامة للحوار استعانت بعدد (53) خبيرا سودانيا لإلقاء محاضرات ومزيدا من الضوء حول نقاط خلافية أثيرت في اللجان الست.. أما اذا استمر الخلاف حتى بعد محاضرات الخبراء.. فإننا نقوم بإدخال لجنة الموفقين للجنة التي بها نقطة الخلاف.. عدد أعضاء لجنة الموفقين خمسة أعضاء تم اختيارهم أيضا بواسطة اللجنة التنسيقية العليا (7+7)..من شخصيات قومية لها باع طويل في عمليات التوافق.. ومهمة لجنة الموفقين هي التوفيق بين آراء أعضاء اللجنة التي بها النقطة الخلافية.. Reconcilation.. وبعد إدخال لجنة الموفقين يحسم الأمر بعدها بالتصويت لتصبح النقطة اما نقطة توافقية أو تظل كما كانت نقطة خلافية.. كان أعضاء لجنة الموفقين ذوي خبرة عالية في هذا الأمر واذكر أن إحدى اللجان توصلوا إلى توافق في احد النقاط ولكن دار بينهم خلاف كبير في صياغة تلك التوصية.. فعرضنا الأمر على لجنة الموفقين.. فأخذ الأوراق السيد دفع الله الحاج يوسف وخلع نظارته ولم تمر بضع دقائق وكتب على الورقة صياغة جديدة للتوصية وارجعها لنا وعرضناها على اللجنة ولم يعترض عليها أحد من أعضاء اللجنة.. هذا مثال لهؤلاء الرجال وضعوا كل خبرتهم ليؤسسوا لسودان يفخر به كل سوداني ويرسم صورة جديدة وحقيقية للسودان وتفرح كل جوارحه عندما يغني المغني.. انا سوداني..
برف هاشم على سالم