هل يفرق السحر بين الزوجين؟.. مبروك عطية يصفه بـ«الدجل» والإفتاء ترد

وكالات اثيرنيوز
رصد د.مروة الفاتح

دائما ما تتجدد التساؤلات بين المواطنين حول حقيقة قدرة السحر على التفرقة بين الزوجين، حيث يُعتبر البعض أن السحر موجود لذكره بالقرآن الكريم، والآخر يعتبره وهما يتخيله الشخص.

مبروك عطية يصف السحر بـ« الدجل»
ونفى الدكتور مبروك عطية ، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في العديد من فيديوهات له على القنوات التلفزيونية وغيرها وجود ما يسمي بـ« السحر»، معتبرا أنه «دجل» بحسب وصفه.

وأستدل «عطية» بحديث نبوي شريف فيه أن سيدة جاءت إلى النبي محمد صلي الله عليه وسلم وكان يأتي صرع إلا أن النبي لم يقرأ عليها القرآن وقال لها: «إما أن تصبري ولك الجنة وإما أن أدعو الله لك».

هل السحر يفرق بين الزوجين.. الإفتاء تجيب
في المقابل، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا عبر موقعها الالكتروني الرسمي، كان نصه: «هل ما جاء بالقرآن الكريم وبالأحاديث النبوية الصحيحة يدل على وجود السحر حتى الآن، وما ينتج عنه من الإضرار بالناس والتفريق بين الأزواج وخلافه، أم انه يدل على أنه كان موجودًا في الماضي فقط وقت هاروت وماروت وموسى وهارون وغير موجود الآن».

وأجاب الشيخ عبداللطيف عبدالغني حمزة، مفتي الديار السابق، بأن الله سبحانه وتعالى وصف السحر في القرآن بأنَّه تخييل يخدع الأعين، حيث يريها ما ليس بكائن كائنا؛ فقال الله تعالى «يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى»، والكلام هنا في حبال السحرة وعصيهم، وفي آية أخرى قال عز الله وجل «سحروا أعين الناس واسترهبوهم».

السحر إما حيلة أو صناعة علمية
وتابعت الدار أن السحر شيئان :«إما حيلة وشعوذة، أو صناعة علمية خفية يعرفها بعض الناس ويجهلها الأكثرون»، مؤكدة أنه اختلف العلماء في أمر السحر، سواء كان حقيقة أم خيال.

وأوضحت الدار، أنه ذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أنَّ السحر له حقيقة وتأثير، إلا أن المعتزلة وبعض من علماء السنة كان لهم رأي آخر وهو أنَّ السحر ليس له حقيقة في الواقع، وإنما هو خداع وتمويه وتضليل، كما انه باب من أبواب الشعوذة، وهو عندهم على عدد من الأنواع ومنها: «التخييل والخداع، الكهانة والعرافة، النميمة والوشاية والإفساد، الاحتيال».

أدلة وجود السحر في القرآن الكريم
وحول الآية القرآنية الكريمة التي يرددها البعض بأن للسحر قدرة على التفرقة بين الزوجين، قالت الدار:«استدل الجمهور من العلماء على أنَّ السحر له حقيقة وله تأثير لعدة أدلة منها، قوله تعالى (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم)، وقوله تعالى (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه)، وقوله تعالى (وما هم بضارين به منۡ أحد إلا بإذن الله)، وقوله تعالى (ومن شر النفاثات في العقد)».

السحر له حقيقة وله تأثير على النفس
وحول أدلة وجود السحر في القرآن الكريم، نوهت الدار أن ما ذهب إليه الجمهور من الأدلة القرانية هو أقوى دليلًا، فإن السحر له حقيقة وتأثير على النفس، كما أن إلقاء البغضاء بين الزوجين والتفريق بين المرء وأهله الذي أثبته القرآن الكريم ليس إلا أثرًا من آثار السحر، وتابعت الدار: «لو لم يكن للسحر تأثير لما أمر القرآن بالتعوذ من شر النفاثات في العقد، ولكن كثيرًا ما يكون هذا السحر بالاستعانة بأرواح شيطانية، فنحن نقر بأن له أثرًا وضررًا ولكن أثره وضرره لا يصل إلى الشخص إلا بإذن الله، فهو سبب من الأسباب الظاهرة التي تتوقف على مشيئة مسبب الأسباب رب العالمين جل وعلا.»

وأشارت دار الإفتاء في فتواها عن قدرة السحر علي التفرقة بين المرء وزوجه، إلي أنَّ المسلم ذا العقيدة السليمة يعلم تمام العلم أن النافع الضار هو الله، وأنَّه هو المسخر للكون ببديع حكمته وعظيم قدرته، وأن المسلم المتفقه في دينه والباحث الدارس لا ينفي وجود السحر السابق للأدلة التي وردت».

على المسلم أن يكون قوي الإيمان مستعينا بالله
واختتمت دار الافتاء، أنه على المسلم أن يكون قوي الإيمان مستعينا بالله في الملمات والشدائد، وأن الساحر قد يستطيع إيصال الضر والبلاء والأذى بالناس، وقد يصل بذلك إلى التفريق بين المرء وزوجه، ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا إلا بإذن الله تعالى، والمسلم الذي لا يؤمن بالسحر لا يؤثر ذلك في إسلامه، فقد وردت الآراء في حكم السحر، وهذا هو شرع الله الحكيم وبيان للمسلم عما يجب اعتقاده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *