خربشات على جداريات الحوار… (34) …قاعة الصداقة لماذا…
قابلت مدير قاعة الصداقة في نفس ذلك اليوم ووجدته ذلك الشخص الذي يقف دائما خلف الرئيس في خطاباته ولا يتكلم ولا يلتفت واظنه لا يرمش أيضا ويسمونه بالياور.. مر بخاطري خاطر سريع لماذا أمري يترك لهذا الرجل الصامت ولماذا قاعة الصداقة… قابلني الرجل ومازالت صرامة العسكر في محياه وذكر لي انه فعلا تلقى توجيها بتنفيذ ما اطلب.. وأخرج ورقة ونظر إلى وصمت في إشارة أن أبدأ بطلب ما أريد.. لم يتطلب الأمر كثير عناء فقد كان الأمر مرتبا في عقلي وأخبر مساراته ودروبه.. طلبت منه تجهيز ثلاثة قاعات على أن تكون سعة القاعة مائة وخمسون شخصا وأيضا تجهيز صالون كبير لاستقبال الوفود والزائرين واخر صغير لإجراء المقابلات.. طلبت عدد أربعة مكاتب على أن يكون أحدها كبيرا لأعمال السكرتارية.. طلبت عدد سبعة ماكينات تصوير وناسخة وعدد من أجهزة الحاسوب واللابتوبات والطابعات وورق الطباعة وكل مايلزم من الفايلات وما يحتاجه الحدث الكبير.. كان الرجل يسجل كل ما اقول وكنت اراقب تعابير وجهة فلم أجد تغييرا أو تبرما في ملامحه…. رد اخيرا أو قل تكلم.. خلاص كدا.. ايوا نعم.. ستجد كل ذلك جاهزا خلال أسبوع من اليوم.. ثم اردف أن القاعة يتم الان صيانتها وان الجزء الشرقي قاربت صيانته على الانتهاء فهل تنتظرون ام تستغلون الجزء الغربي منها.. لا وقت لدينا نبدأ بالجزء الغربي منها وفعلا كانت بداية الحوار في الجزء الغربي ثم انتقل الحوار إلى الجزء الشرقي الذي يسمونه الجزء الرئاسي الذي أضيف مؤخرا للقاعة ولم يكن جزءا منها.. بعد اسبوع اختبرت مصداقية الرجل ووجدت كل شيئ قد تم تجهيزه… يبدو أن قاعة الصداقة تم اختيارها لأنها الوحيدة للأسف التي يمكن أن تستوعب أعدادا كبيرة لمثل هذا الحدث إضافة إلى سهولة الوصول إليها من المدن الثلاث إضافة إلى رمزيتها وموقعها المميز والمعروف لدى كل الناس.. كان التوجيه يشمل أيضا الاستعانة بموظفي الدولة في الأعمال الإدارية وفعلا تم ذلك بالاستعانة بعدد أثنى عشر سكرتيرا من مجلس الوزراء وكان الاختيار للذين يستطيعون العمل تحت الضغوطات ويتحملون العمل الشاق وهناك وظائف مؤقتة لبعض المهام.. اكتملت التجهيزات لبداية ذلك الحدث وكان الحماس من الجميع يبشر بأن هذا الحدث له احتمال واحد وهو النجاح أو النجاح.. أبلغت لجنة السبعة زائد سبعة بأن الامانة العامة للحوار جاهزة الان لبدء الحدث.. لجنة السبعة زائد سبعة هي اللجنة التنفيذية العليا وتتكون من سبعة أحزاب موالية للحكومة في ذلك الوقت وسبعة أحزاب معارضة للحكومة ويتم فيها اتخاذ القرار بالتصويت.. تم الاتفاق على بداية الحدث وكل يوم يقترب من البداية كانت الأنفاس تتسارع والقلوب تغيرت دقاتها وكادت تصل الحناجر خوفا على ذلك الطفل الذي سيولد وينتظره الناس وكأنه طفل الصبر الذي سيأتي بعد أعوام من الانتظار..
برف هاشم على سالم