بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (33) …قرار جمهوري…
بروف هاشم علي سالم يكتب .. خربشات على جداريات الحوار… (33)
…قرار جمهوري…
خرجت انا وابني في مشوار ثم عدت للمنزل ولم اسأل عن ذلك الخطاب ولم يخطرني احد أيضا بأن شخصا احضر لي خطابا..
لكن وجدت ذلك الخطاب في غرفتي وفتحته.. قرار جمهوري بتعييني الأمين العام للحوار الوطني.. لم استوعب لدقائق ماذا تعني الأمين العام.. أما الحوار فقد سلكت دروبه من قبل.. كان الخطاب يشير أن اقابل السيد وزير شئون رئاسة الجمهورية بالقصر الجمهوري..
تذكرت ابوياسر وجامعته والعرض الذي سيخرجني من ضيق العيش والمسغبة إلى أبواب أوسع في الرزق والرضاء والدخول في زمرة المتحدثين بنعم الله..
أتى أفراد الأسرة للغرفة ووجدوني واجما امسك بذلك الخطاب وانا الذي كنت أحدثهم بدنو تغيير الحال وحلاوة الاغتراب الذي لم نذقه حتى تلك اللحظة.. قرأوا الخطاب وتجهموا أكثر مني..
منهم من لم يعلق عليه واكتفى بالخروج من الغرفة وكنت أعلم أنهم يلعنون في حظهم كما تبين ملامح وجوهم اما الآخرون أعلنوها صراحة أن أرفض القبول لذلك التكليف.. من أصعب القرارات أن تتخذ احد قرارين.. قرار به مصلحتك الشخصية ومصلحة كل أسرتك وتستطيع أن تأمن به مستقبل أسرتك..
وقرار آخر ليس به مصلحة شخصية لك ولكنها مصلحة وطن بأكمله استدعاك لتبذل ماعندك لتزيل عنهم ما انسد عليهم من أفق وانت قادر على ذلك.. فأي قرار تتخذ.. أظلمت الدنيا أمامي من كثرة التفكير والمفاضلة..
حسمت أمري ليلا وتوجهت صباحا إلى القصر الجمهوري راغبا في مقابلة وزير شئون رئاسة الجمهورية.. لم يكن القصر الجمهوري بالنسبة لي غير مقر تعاقب عليه عدد من الحكام ولم أكترث بمعرفة تفاصيله ولا يوجد سبب يطرني إلى الدخول إليه.. لذا لم أعرف من أي باب ادخل إليه وللمرة الأولى اعرف ان به أربعة أبواب كل باب مخصص لدخول نوعية معينة..
الباب الشمالي لدخول الرئيس واخر لدخول الموظفين واخر للضيوف َورابع لمثل حالتي.. دخلت بالباب الجنوبي ولم اعرف ان الوزير الوحيد الذي يوجد مكتبه بالقصر الجمهوري هو مكتب وزير شئون رئاسة الجمهورية ويسمونه الوزير الأول وهو الشخص الذي على مقابلته..
دلفت إلى مكتبه وأبرزت له الخطاب الذي معي فقام الرجل من مكانه واستقبلني بحفاوة وكان رجلا مهذبا سوداني الكرم والمحيا والبشاشة..
وكان صادقا أيضا ذكر لي بأنه ليس لديهم كثير علم بتفاصيل الحوار ولكن لديهم توجيه واضح للسيد مدير قاعة الصداقة بأن يجهز لك كل ماتطلبه منه وهم جاهزون للتنفيذ لكل ماتطلبه لإنجاح الأمر.. ذهبت مباشرة إلى قاعة الصداقة وقابلت مديرها الفريق رشاد البلك.. لنرى ماذا دار في خربشة أخرى…
بروف هاشم على سالم