الإنتخابات .. مطلب شعبي ترفضه أحزاب بلا جماهير
الخرطوم اثيرنيوز
رصدت وكالات الأنباء العالمية والمحلية الحراك الكبير لمديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وعضو مجلس الأمن الوطني الأمريكي سامنثا باور والوفد المرافق لها.
وخلال معظم اللقاءات مع قيادات الحكومة الإنتقالية ركزت المسؤولة الأمريكية على دعم الولايات المتحدة للسودان لإنجاح الفترة الإنتقالية وإقامة انتخابات نزيهة تعزز مسيرة الديمقراطية بالسودان.
وكانت ردود وأحاديث المكون العسكري واضحة بأنهم سيحمون الفترة الإنتقالية حتى الإنتخابات التي تحقق الديمقراطية المنشودة.
ودعا رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لدى لقائه باور الولايات المتحدة لتقديم الدعم للسودان لإنجاح الفترة الانتقالية وإقامة انتخابات نزيهة. وهو ما قال به أيضاً أن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو لدى لقائه وفداً أمريكياً يضم أعضاء سابقين في الكونغرس الأمريكي ودبلوماسيين سابقين ورجال أعمال وممثلين لعدد من المنظمات الطوعية حيث أشار الى أهمية مساندة المجتمع الدولي للشعب السوداني خلال الفترة الانتقالية، خاصة وأن السودان عانى من عزلة دولية لفترات طويلة، مؤكداً حرص الحكومة على إكمال مهام وأهداف الفترة الإنتقالية وصولاً إلى التحول الديمقراطي.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن الضغط الأمريكي الذي اشتد في الآونة الأخيرة لدفع الحكومة السودانية لإجراء الإنتخابات يعود إلى استشعارها للخطر المحدق بالفترة الإنتقالية جراء التشاكس بين مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير وسيطرة بعض الأحزاب على مراكز إتخاذ القرار.
الأمر الذي قاد إلى إخفاقات كبيرة أعلن عنها البرهان قبل أيام في لقاء شهير محملاً الإخفاقات إلى القوى السياسية التي لم تتوحد كما يجب لقيادة الفترة الإنتقالية.
ويضيف الخبراء أن الضغط الأمريكي للوصول إلى الإنتخابات يجئ بعد أن أكملت الولايات المتحدة خطتها الأولية بإدخال الكثير من المتخصصين والكوادر للتحكم مسار العملية الإنتخابية وتوجيهها إلى المسار الذي تريده.
ويتساءل الخبراء: (ولكن هل ترضي هذه الدعوات الأحزاب التي تطالب بتمديد أمد الإنتقالية والإبتعاد قدر الإمكان عن صناديق الإنتخابات)؟.
يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن في إفاداته حول الموضوع: (من الواضح أن الغرب لن يقدم شيئاً في الوقت الحالي.
والوفود التي أتت إلى الخرطوم جاءت وهي تحمل رسالة واضحة تفيد بضرورة انتقال الأمور إلى (الديمقراطية التي يقودها المدنيون) الذين سيأتوت عبر الإنتخابات.
ويضيف خالد: (لذلك ترتجف أحزاب البعث والشيوعي ومن شايعهم لأنهم يدركون أن الصناديق ستقذف بهم إلى خارج المشهد السياسي في السودان ولأنهم يحملون في دفاترهم ذكريات أليمة في إنتخابات سابقة لم يفوزوا فيها سوى بمقعدين أو ثلاثة فقط).
ويبقى الأمر الأخير وهو أن الإرادة الشعبية ستتغلب على كل هذه المناورات عاجلاً أم آجلاً وعندها سيذهب الشعب إلى صناديق الإقتراع لينهي هذا الصراع الشرس وليجني ثمار ثورته التي مهرها بدماء الشهداء والجرحى بعيداً عن المحاصصات والمشاكسات التي كادت أن تودي بالسودان إلى هوة سحيقة.