سامانتا باور: سندعم السودان بكل قوة لاستكمال المعجزة
أكدت السيدة سامانتا باور المديرة التنفيذية للوكالة الامريكية للتنمية الدولية عزم ادارة الرئيس بايدن على المضي قدماً في شراكتها التنموية مع السودان وتقديم كل ما يمكن لمساعدة الحكومة الانتقالية لانجاز مهام الانتقال التي وصفتها بالمعقدة والجسيمة.
تحدثت الصحفية السابقة سامانتا باور، التي عملت في دارفور قبل سبعة عشر عاما، بنبرة عالية وجهيرة التضامن والتعاطف عن زيارتها الحالية للسودان التي بدأتها بالفاشر في دارفور وزارت معسكر زمزم للنازحين الذين تعرف معاناتهم المستمرة منذ عقود والذين لا يزالون يحلمون بالعودة لقراهم بعد ان تتوفر فيها الظروف التي تمكنهم من ذلك.
وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في الخرطوم اليوم انها واحدة من الذين لم يتصوروا أن التغيير الذي حدث في السودان يمكن ان يحدث وبتلك الطريقة التي اظهر فيها السودانيون شجاعة فائقة وبصيرة نافذة ألهمت الناس في مختلف بقاع العالم ووصفت ماحدث في السودان “بالمعجزة”.
واضافت انها تتفهم تطلع السودانيين لحلول سريعة للمشكلات الكثيرة التي يعانون منها لكنها قالت ان ذلك امر يحتاج لجهد وموارد ووقت بالتأكيد. وقالت انها تباحثت مع المسؤلين السودانيين حول الأولويات وتمتين الشراكة السودانية الامريكية لانتقال السودان من مرحلة تلقي العون الانساني الى مرحلة النهوض والتنمية الشاملة.
واوضحت ان الوكالة الامريكية للتنمية الدولية قد خصصت مبلغ 700 مليون دولار لمساعدة السودان لمواجهة التحديات الكبيرة في فترة الانتقال وان مؤسسات دولية اخرى مثل البنك الدولي وبرنامج الغذاء العالمي ستنفذ مشاريع عاجلة ضمن هذا المبلغ لتعزيز الامن الغذائي ودعم قطاعات حيوية مثل قطاع الطاقة.
واشارت إلى انها قد جربت بنفسها انقطاع التيار الكهربائي اثناء واحدة من اجتماعاتها بالخرطوم وانها تتفهم ضيق الذين يعانون من انقطاع الكهرباء ساعات طويلة كل يوم ناهيك عن المعاناة الكبرى للذين لم ينعموا ابدا بالكهرباء في حياتهم ابدا ويستحقونها بالتأكيد.
وقالت سامانتا باور ان الاولوية في الوقت الراهن ستكون لقضايا العون الانساني ودعم التحول الديمقراطي والمساهمة في بناء القدرات واصلاح وتطوير المؤسسات بالشكل الذي يتيح لها اجتذاب مقدرات الشباب السودانيين والافساح لهم وتوفير فرص العمل المستحقة لهم بانجاز التغيرات والاصلاحات الادارية والقانونية لرفع كفاءة اجهزة الادارة الحكومية واصلاحها وتحديثها.
واضافت ان موارد الوكالة الامريكة للتنمية ستتاح ايضا لانجاز عمليات ومؤسسات العدالة الانتقالية التي لابد ان تشمل المصالحات المجتمعية لاستعادة السلم الاجتماعي ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم في الحرب الاهلية واثناء الثورة الشعبية، على ان تقود كل هذه الخطوات لارساء اسس وقواعد الحوكمة والتطور السياسي وتثبيت واقرار الامن وتحقيق النمو الاقتصادي وانهاء الفترة الانتقالية بانتخابات ديمقراطية شفافة تنتقل السلطة لحكومة منتخبة .
وردا على سؤال حول الاوضاع في اثيوبيا واثرها على السودان قالت المديرة التنفيذية للوكالة الامريكية للتنمية الدولية ان اثيوبيا تمر بمرحلة حرجة وصعبة وان شبح المجاعة يخيم على اقليم تقراي مما يعني تدفق المزيد من اللاجئين من التقراي والامهرة على السودان وانها ستتوجه الى اثيوبيا للعمل على ضمان وصول مواد الاغاثة العاجلة لمستحقيها في مواقع الاضطرابات ومساعادة الاثيوبيين لبدء حوار شامل بين كل الاطراف لوضع حد لمعاناة الاثيوبيين.
وكانت السيدة باور قد استهلت مؤتمرها الصحفي بالتعبير عن اعتزازها بالعمل لسنوات طويلة لملاحقة وتوثيق الانتهاكات التي حدثت في دارفور بمشاركة الدكتور عمر قمر الدين مستشار الشراكات الدولية في مكتب رئيس الوزراء الذي قدمها بكلمة وافية في بداية المؤتمر.
وكانت السيدة سامانتا باور التقت برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان ود. عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء ودكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية، وعددا اخر من كبار المسؤولين.