بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (31) …الامن يطلب إيقاف حوار الجامعة…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (31)
…الامن يطلب إيقاف حوار الجامعة…
استمر حوار الجامعة وتم قبوله من عدد كبير من الكيانات السياسية وبعض الحركات المسلحة وبدأ الإعلام ينقل اخباره في التلفزيون والصحف ويبدو أنه ازعج بعض الجهات ولا ادري سببا لازعاجهم فإنه يأتي من جهة أكاديمية محايدة ليس لها غرض سياسي ولكن تطبيقا لأهداف جامعة أكاديمية آلت على نفسها أن تلتصق بمجتمعها وتشارك في حل مشاكله..
جامعة كسرت اسوارها التي تفصلها عن مجتمعها والتصقت به.. فالجامعة التي لا يشعر بوجودها رجل الشارع العادي ولا يشعر باثرها عليه تكون جامعة لم تؤدي الغرض من إنشائها..
قطعت الجامعة شوطا بعيدا في حوارها ووجدت قبولا ممتازا…واستمر الحماس بقبول كيانات جديدة.. في صباح احد الايام أتى إلى مكتبي شاب عرف نفسه انه لواء في الأمن..
والشهادة لله كان مهذبا.. ودخل في موضوعه مباشرة.. وطلب طلبا غريبا بأن توقف الجامعة حوارها.. لم استوعب في البداية ما يعنيه ولكنه أوضح كلامه أكثر.. عدم إكمال هذا النشاط.. سألته لماذا..
ذكر بأن الدولة تريد أن تبدأ حوارا وقد يؤثر ذلك عليها.. هو لا يعلم الجهد الذي بذل وقد لا يعلم القبول الذي وجدته المبادرة وقد يعلم التأييد الذي وجدته لكنه قد يكون خائفا من التأثير عليهم من جهة أكاديمية محايدة ليس لها اهتمام بالسياسة لكنها تهتم فقط بالوطن.. قد يكون الادرينالين الذي دفعني للرد بقوة فقلت له لن توقف الجامعة حوارها ولكن احتراما لمجيئك سنواصل في عملنا ولكن دون إعلام سنعمل في صمت بعيدا عن الاعلام حتى لا نؤثر عليكم…
تم قبول الاقتراح وفعلا التزمنا بما تعاهدنا عليه وعملنا بعدها في صمت.. بعد أربعة أشهر من هذا اللقاء تم اعفائي من منصبي مديرا لجامعة السودان..
استدعتني وزيرة التعليم العالي في ذلك الوقت واعطتني خطابا من نوع الخطابات التي تكون محفوظة في الأجهزة ويغيرون فقط اسم الشخص المعنى..
خطاب به كلمات تفتقد نبض الحياة.. كلمات ميته.. تبقى لي من فترتي حوالي خمسة أشهر.. تركت تلك الجامعة التي كنت اعتبرها ابني الثالث.. تركتها وهي تحتل المرتبة الأولى بين كل الجامعات السودانية..
تركتها وهي تحتل المركز الرابع عربيا والمركز أثنى عشر أفريقيا.. والأهم من ذلك كله التصاقها بمجتمعها وحوارها الذي بدأته..
ذهبت ولم التفت إلى الوراء ولكن في نفس يعقوب شيئ ما من أجل الوطن ستوضحه خربشة أخرى….
برف هاشم على سالم