بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار(30) ..ابيي أحمد وسلام السودان..
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار(30)
..ابيي أحمد وسلام السودان..
طيلة أيام انعقاد مؤتمر الحوار الوطني كان سفير دولة إثيوبيا يزور الأمانة العامة للحوار ويبقي لفترات طويلة وكان معجبا جدا بجلوس الفرقاء في مكان واحد يحاولون الوصول إلى اتفاق بينهم… وكان يذكر دائما أن لديهم نفس مشكلة السودان.. لديهم حركات مسلحة ولديهم مناطق مهمشة ولديهم عدم اتفاق في كيفية حكم بلادهم..
والاقسي من ذلك أن لكل إقليم في إثيوبيا لديه دستور خاص به وكل دستور يتيح لكل إقليم الانفصال عن إثيوبيا إذا رأى مواطنوا الإقليم ذلك.. أي أن إثيوبيا على بركان يؤدي إلى انقسامات عديدة في تلك الدولة والأمر الذي يشجع هذه الانقسامات هو العنصرية والجهوية وعدم قبول الآخر..
أي لهم نفس مشاكل السودان.. كان السفير يريد أن ينقل هذا الحدث إلى دولته لذا ظل متواجدا قريبا من الحدث.. ولا شك أنه كان يرفع تقاريره إلى دولته بمجاراة الحدث عندهم.. بعد نهاية المداولات في الحوار السوداني..
استغربت بأن يكون ابيي أحمد رئيس نفس الدولة التي تعاني نفس مانعانيه أن يكون وسيطا لحكومتنا للوصول إلى السلام.. وهو نفس الشخص الذي يتحارب فيه قومه وتكاد أن تباد فيه إحدى القبائل..
والشيئ المضحك فعلا أن يمنح جائزة نوبل للسلام ويده غير نظيفة من دماء اريقت في بلده وكان سببا في تهجير قبيلة كبيرة أصبحت لاجئة لدينا هروبا من الموت..
والأغرب من ذلك بعد منحه تلك الجائزة ارسل مندوبا من حكومته.. أستاذا في احد جامعاتهم لينقل تجربة السودان في الحوار لتنفيذها لديهم وجلس ساعات طويلة وسجل كل مايدور في اللقاء وسأل سؤالا اخيرا إذا كانت هناك نصيحة لهم لإنجاح الأمر.. والإجابة معروفة..
يجلس كل الاثيوبيين فقط مع بعضهم… ويجلسون داخل إثيوبيا.. ولا يقصون أحدا منهم.. ويتيحون حريات بدون سقوفات للحوار.. لا أدري سبب منح تلك الجائزة..
ولكنه النظام العالمي الجديد الذي يحكمنا جميعا.. يمنح مايشاء لمن يريد لأن لديه حق المنح لأنه الحاكم ولكنه يعطي لمن لا يستحق..
بروف هاشم على سالم