بروف هاشم علي سالم … خربشات على جداريات الحوار(28) ..اتكلموا كلهم جت ..
بروف هاشم علي سالم … خربشات على جداريات الحوار(28)
..اتكلموا كلهم جت..
في اجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني كان الاجتماع محضورا وكل حزب أو حركة مسلحة كانت تمثل بعدد ثلاثة اشخاص لحضور الاجتماع إضافة إلى الشخصيات القومية والناشطون من خارج السودان ألمشاركون في الحوار وعدد مقدر من الضيوف..
تم تمرير أوراق للحضور لتسجيل من لديه رغبة في الحديث أو لديه مداخلة يريد أن يلقيها أمام الجمعية العمومية..
أتت الأوراق للمنصة ويا للهول كل الحضور سجل رغبته في الحديث.. فأصبحت هناك مشكلة في اختيار المتحدثين من القائمة لأنه لو تحدث كل الراغبين لظللنا إلى صباح اليوم التالي في سماع المتحدثين وإذا اخترنا متحدثين من القائمة سندخل في حرج مع الآخرين وإذا تركت السيد الرئيس بأن يضبط وقت المتحدثين سيدخل في حرج آخر..
بعد أن وصلت القائمة إلى المنصة طلبت من الرئيس أن يتولى هو إعلان المتحدث للحديث وان اتولي انا ضبط زمن المتحدث فوافق على الفور.. قررت في نفسي ان اعطي ثلاثة دقائق فقط لكل متحدث على أن يدخل كل متحدث في الموضوع مباشرة.. وكانت هذه أصعب مهمة لأن الكل يريد أن يتحدث لدقائق عديدة..
بدأت بأول متحدث وبعد ثلاثة دقائق اوقفته عن الحديث بجملة… شكرا جزيلا.. همهم الرجل ولكنه غادر المنصة..
وانتبه الحضور أن هناك زمنا محددا للحديث.. وجاء دور د. الترابي للحديث وأيضا بعد ثلاثة دقائق اوقفته عن الحديث أسوة ببقية المتحدثين..
سمعت همهمة أكبر ولكني اصررت على.. شكرا جزيلا.. فغادر الترابي المنصة.. احتراما للوقت الذي يتاح بالتساوي للكل… أتى متحدث إلى المنصة وبدأ حديثه يشكر في الناس ويشكر في الرئيس وانتهت الثلاث دقائق في الشكر ولم يبدأ في موضوع حديثه بعد..
أوقفت المتحدث أيضا واحتج بأنه لم يبدأ حديثه بعد فتدخل الرئيس فورا وقال له.. ايوا شكرا جزيلا..
فغادر الرجل أيضا.. استمر الحال هكذا وتغير اسلوب الحضور في التقيد بالزمن المتاح بل بعضهم لم يكمل الثلاث دقائق حتى.. وتكلم كل من في القائمة في وقت قياسي ولم يتبقى احد في قائمة الراغبين في الحديث وأنهى الرئيس الاجتماع والتفت إلى قائلا.. اتكلموا كلهم جت…
بروف هاشم على سالم