إحياء علوم السياسة .. مبارك الكوده

إحياء علوم السياسة :
مبارك الكوده
—————————-
مشكلة السودان الحقيقية في ساسته وأحزابه ، فمعظمهم وبلا أستثناء يمنةً ويسري يمارسون نشاطهم السياسي بلا أخلاق ، ونتج عن هذا السلوك واقعاً سيئاً تحكمه نظريات لاعلاقة لها بالأخلاق ومكارمها ، أحالت الوطن الي واقع مأزوم بالصراع السيئ والقول النابي الذي يخدش الحياء ، كل فرد منهم مهمته الغاء الأخر وقهره ، والانتقام منه والإساءة اليه بصورة مبتذلة ومخجلة ، ولذلك أصبح واجباً علي الأخ حمدوك إبتداءً أن يؤسس للتغيير مشروعاً وطنياً لُحْمَته وسَدّاه مكارم الأخلاق قاعدةً ومنصةً ينطلق منها الساسة ، فقد أحيا أبو حامد الغزالي علوم الدين عندما جَمُدَت وتكلست مضامينه ، وذلك بتجديد مقولاته مهتماً بالمعاني دون المباني ، وظل لِسِفْرِه إحياء علوم الدين الأثر البالغ في تهذيب السالك المسلم ، ونحن الآن في حاجةٍ أمَسْ لإحياء علوم السياسة لتهذيب السالك السياسي ، فقد أصبحت السياسة سوقاً للنخاسة ومهنةَ من لا مهنة له ، واختل سُلُمها ، ولم تَعُدْ تقدم الأهم علي المهم ، والفرض على الواجب والواجب على المندوب ، ونتج عن ذلك خلل كبير في مسيرتنا السياسية أقعدت بنا عن ركب الأمم ، ولن تقوم لنا قائمة حتي نجعل من مكارم الأخلاق مرجعيةً لنا ولقوانيننا ولأخلاق ساستنا ، وغياب مكارم الأخلاق يعني غياب الأمة و تفشي الحقد والكراهية والانتقام ، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، ويعني كذلك إنتاج بيئة في غاية السوء ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)ونحن الآن وبمقدار ( بعض ) من فسادنا الذي عملته أيدينا ، صنعنا لنا بيئة لا تطاق ،فقد قل الزرع ونضب الضرع وكثرت الكوارث وانتشرت الوبائيات ،وليتنا اتعظنا ورجعنا لصوابنا بدلاً من التمادي في هذا الضلال والتيه ، والذي سيجعل من البعض ابعاضاً كثيرة وعندها ستكون الطآمة الكبري ٠
كنت من الظانين أن الثورة مشروعاً للإصلاح الاجتماعي ، ولازلت أعتقد أن مهمة الأخ حمدوك مهمة اجتماعية تبدأ باصلاح ذات البين بين أصحاب العقائد والقبائل والمناطق فيما بينهم ،ولكن للأسف بدأ من نصب أنفسهم ولاةً لأمرنا يخاطبون بعضنا ويخاطبهم البعض بعبارات قميئة تنضح حقداً وكراهية ، وها نحن نرآهم ينغضون غزلنا ويخربون بيوتنا بايديهم وربما يحسبون بهذا الغي أنهم يحسنون صنعاً ، ورغم ذلك يحدثونا بكل جرأة بفشلهم حتي في مشروع التزامهم بتكوين المجلس التشريعي الذي هو الضلع الثالث والمهم لحكومة الوثيقة الدستورية ٠

ثورة بلا أخلاق لن تحقق شيئاً ، ولذلك نحن في حاجة لثورة إيجابية تصحح مسار الواقع الاجتماعي وعواره كله منذ الاستقلال ، بدلاً من استغلال القوة لدحض القديم وتصفية الحسابات ، نحتاج لثورة تقلب المحنة منحه والسيئة حسنه ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عظيماً )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *