الذكرى ٦٩ لثورة ٢٣ يوليو المصرية ام الثورات في المنطقة .. بقلم على يوسف تبيدي اثير
الذكرى ٦٩ لثورة ٢٣ يوليو المصرية ام الثورات في المنطقة
بقلم على يوسف تبيدي
ثورة ٢٣ يوليو المصرية تعتبر ام الثورات العربية والافريقية التي قادها البكباشي جمال عبد الناصرحسين بمعاونة مجموعة من تنظيم الضباط الأحرار، فقد كانت ثورة كبيرة وعاتية أحدثت تغييرا ملحوظا في المنطقة وأصبحت امثولة لكل الثورات والحركات في دول العالم الثالث.
تمر الآن الذكرى ٦٩ لهذه الثورة المجيدة التي مازالت في ذاكرة الشعب المصري والشعوب العربية والأفريقية فهي قد جاءت في لحظة تاريخية دقيقة وكانت تمثل أمنيات شعوب المنطقة في التحرر والانعتاق والحياة الكريمة ومحاربة الاستعمار.
هذه اللحظة التاريخية المؤثرة أعطت ثورة ٢٣ يوليو زخما معنويا وشعبيا ووجدانيا سوف يبقى منقوشا في الضمير والوجدان المصري والعربي.
كان عبدالناصر قائد الثورة أول حاكم مصري لبلاده التي رزحت تحت الحكام الأجانب لأكثر من قرن من الزمان.
من إنجازات هذه الثورة العظيمة قيامها باسترداد الكرامة السياسية للشعب المصري ونهاية حكم الاقطاع ثم توزيع الأراضي الزراعية للفقراء والمزارعين ونهاية احتكار الباشوات وأصحاب المال المرتبطين بالبيوتات الخارجية من سلطة النفوذ فقد أجبرت الثورة الملك فاروق من التنازل عن الحكم والسفر إلى إيطاليا ومن ثم الغاء النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري وتوقيع اتفاقية الجلاء الذي فتحت الطريق للحكم الوطني.
الواضح أن ثورة يوليو كانت بيضاء لم تحدث فيها مجازر واقتتال عند استلام السلطة، فقد قاد الثورة مجموعة من الضباط الصغار المرتبطين بأحوال الشعب المصري ويعرفون آلامه واوجاعه ومتطلباته.
كان عبدالناصر قائد الثورة اختط طريقا واضحا وجسورا في محاربة الاحتلال الصهيوني ومناصرة الشعب الفلسطيني وقد دفعت مصر ثمنا غاليا ازاء هذا الالتزام السياسي الأخلاقي المعطون بنهج القومية العربية والدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية.
على الصعيد الداخلي أرست الثورة سياسة اقتصادية واجتماعية قائمة على راحة المواطن المصري المكدود وقد وجد الوفرة في السلع والحاجيات التموينية في ظل سياسة دفع الإنتاج والارتكاز على النهج الاشتراكي وتفعيل دور التعاونيات فضلا عن ترسيخ مبدأ مجانية التعليم والعلاج وتوفيرمتطلبات السكن والشاهد رغم موجة الغلاء العالمي التي ضربت جميع دول العالم واعتماد الكثير من الدول على اقتصاد السوق القاسي الا ان ماقامت بها سياسة عبدالناصر حول تركيز الأسواق والخدمات للمواطنين مازال حتى الآن متوهجا وراسخا، علاوة على كل ذلك قام عبدالناصر بتاميم قناة السويس في سياق الحفاظ على الكرامة المصرية والاستفادة من مداخيل القناة الوفيرة ووجد هذا القرار رد فعل عنيفا من المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل وهو مايعرف بالعدوان الثلاثي غير أن عبدالناصر سجل نصر سياسيا على هذه الدول في نهاية المطاف.
سوف تبقى ذكرى ثورة ٢٣ يوليو راسخة وباقية في ضمائر شعوب المنطقة والشعب المصري، فقد جاءت تعبيرا لتطلعات مصر وزاد من بريقها الإنجازات الضخمة التي قامت بها لذلك سوف تستمر متوهجه مابقى الشعب المصري.