“نتائج غير دقيقة”.. القصة الكاملة لادعاء الجارديان فبركة بحث مصري عن تأثيرات أدوية كورونا
وكالات اثير نيوز
أرسل منصةالأبحاث Research squar إيميل اعتذار لكل من الدكتور أحمد الجزار، العميد الأسبق لكلية الطب جامعة بنها، الذي ترأس الفريق الطبي في إعداد بحث بخصوص فاعلية عقار الإيفرمكتين في علاج كوفيد-19، والدكتور ناصر خميس، القائم بأعمال رئيس جامعة بنها، من أجل الاعتذار فيه عن وصف طالب طب بريطاني البحث الذي ترأسه الجزار بأن نتائجه مفبركة ومسروق.
وأكد الجزار، في تصريحات خاصة لـ “القاهرة 24″، أن Research square رد عليهم مستنكرًا فعل جاك لورانس، طالب الطب البريطاني، ومعه جديون مايرويتز – كاتز، عالم أوبئة الأمراض المزمنة الاسترالية من جامعة ولونجونج، ونيك براون محلل بيانات تابع لجامعة لينيوس في السويد، بنقد البحث ونشر القصة في الجارديان البريطانية دون الرجوع إليه، ودون تدوين الملاحظات على البحث في مربع البحث التابع لمنظمة الصحة العالمية والخاص بنشر جميع الأبحاث الخاصة بفيروس كورونا المستجد.
وتابع: “الموضوع حاليًا قيد التحقيق، وما أخّر الرد فيه هو إجازة عيد الأضحى المبارك، ومن غدٍ سنكون موجودين ونراجع كل الملفات وسوف نصل إلى ملخص نهائي للرد بعد الفحص”.
وقد نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا لطالب الطب البريطاني يصف فيه البحث الذي قدمه فريق طب بنها برئاسة الجزار بأنه غير دقيق ومفبرك، وقد سحبت المنصة البحث لاعتبارات أخلاقية، وكأنه لم يكن، وذلك بعدما تأكد الفريق من صدق ادعاء الطالب البريطاني جاك، حيث أعاد التقييم للبحث خبراء من السويد واستراليا وبريطانيا، وقد أرسلوا لأحمد الجزار وفريقه قائمة أسئلة واستفسارات علمية مطلوب الرد عليها، امتنع عن الرد والتجاوب، وفق ما ذكر بتقرير الجارديان.
وأصدر الدكتور أحمد الجزار بيانًا رسميًا يرد فيه عن هذا الأمر، حيث إنه كان قد تفاجأ صباح الجمعة السابقة لإجازة عيد الأضحى بهذا التقرير الذي جاء تحت عنوان “دراسة ضخمة تدعم الإفرميكتين”، حيث تم سحب علاج كوفيد بسبب مخاوف أخلاقية وذكر فيها اسمه، وبالاطلاع على التقرير تفاجأ بأنه يحتوي على مغالطات كثيرة، ويعتمد على مقال إلكتروني لطالب ماجستير بالمملكة المتحدة يدعي أنه طالب طب وباحث وناشط إلكتروني، كما أن مجال عمله كان نقد البحث كجزء من رسالة الماجستير الخاصة به.
وأضاف الجزار، لـ “القاهرة 24″، أنه كتب ردًا وأرسله للجامعة، وهي حاليا تشكّل لجنة للتحقيق في هذا الأمر، والبحث لم ينشر بعد في المجلة، ولكن منظمة الصحة العالمية قررت أن أي أبحاث علمية تخص كوفيد 19 توضع على مربع البحث العلمي Research square على الإنترنت، لكي تراه الناس وتتفاعل معه وتستفسر عنه وتبدي رأيها فيه.
وأوضح: “البحث حقق 164 ألف مشاهدة خلال 8 شهور، وله طبعات كثيرة ووصلنا للطابعة الرابعة، وعلميًا كان من المفترض على الطالب البريطاني أن يرد بشكل علمي على البحث وأقوم بدوري بالرد عليه، لكن المجلة نفسها لم تنشر البحث بعد، ومن الطبيعي أن ترسل اعتراضها لنا ونجيبها وهكذا، بينما الطالب البريطاني طالب طب تحليل إحصائي، وهذا يعد عملية ابتزاز للنيل من سمعة مصر، لذلك قررت وزارة التعليم العالي تشكيل لجنة للرد رسميًا باللغة الإنجليزية عليهم”.
وأردف الجزار أنه على الرغم من المغالطات الكثيرة والمتكررة بالتقرير، التي لا يراها إلا تشهيرًا وسلسلة في حرب شركات الدواء العالمية خاصة أن التقرير سيّس الموضوع، وادعى أنه يخص اليمينيين الذين يحاربون اللقاحات والعلاجات الموثوق بها حول العالم.
وعن الرد العلمي والموضوعي على ما أثير من مغالطات هو أن البحث الموضوع على منصة الأبحاث العلمية “Research Squar” هو preprint copy للاطلاع على آراء الباحثين خاصة أنه ما زال في طور الدراسة فقط ولم يتم نشره حتى لحظة كتابة السطور وبالتالي فمن الواضح جدًا التشويش الإعلامي الذي يتم عليه بشكل ممنهج دون انتظار للصيغة النهائية أو للنشر العلمي، وفق قول الجزار.
وبيّن رئيس الفريق العلمي بطب بنها أن الطالب البريطاني ادعى أن مقدمة البحث كلها مقتبسة من أبحاث سابقة وهو ما لم يحدث، وتم عرض البحث على المنصة الإلكترونية لبنك المعرفة المصري لفحص الاقتباس والمراجعة اللغوية.
وأضاف الطبيب أن الطالب البريطاني نشر بالتقرير أعداد لحالات تلقت الدواء ونسبة وفيات ونوع المريض وأعراض كل مريض، مدعيًا أنه حصل عليها من البحث وبعد قراءتها فوجئ بأنها لا تخص بحثه تمامًا وأنها من وحي خيال الكاتب، حيث إن شيت الحالات كامل وهو ملكية خاصة له يحتفظ بنسخته كاملة، وموضوع بالرموز وليس بالأسماء ويستنتج منه الداتا فقط ويصيغها في البحث ولم يتم اطلاع أي جهة عليه ولا يعلم من أين أتى الطالب بهذه الأرقام.
وقال إنه بالرجوع لمنصة الأبحاث Research Square وجد أن البحث فعلًا قد تم سحبه ومكتوبًا فقط (المنصة سحبت هذا البحث) وأعتقد أن ذلك تم بسبب التقرير المنشور بالجريدة بدليل بقاؤه لمدة سبعة شهور سابقة قبل ذلك، ولكنه لم يجد كلمة “لأسباب أخلاقية” التي كررها الصحفي أكثر من مرة في تقريره؛ ما يؤكد غرضه أن المقال للشو الإعلامي، خاصة أن هذه الجريدة معروف توجهاتها وسياستها الإعلامية ضد مصر منذ ثورة 30 يونيو المجيدة، وكان الأولى بالطالب ترك ملاحظاته كما يدعي أنه باحث على الموقع مثل باقي الباحثين الذين نشروا آرائهم على الموقع ورد عليهم في حينه، وهذا هو الأسلوب العلمي؛ ولكن كاتب تقرير الجارديان أراد التشهير وضرب أكبر بحث استندت إليه منظمة الصحة العالمية.