خربشات على جداريات الحوار… (26)
عندما بكى عبد الرحمن الصادق…
سردت المرة السابقة قصة خطاب السيد الصادق المهدي للجمعية العمومية للحوار الوطني ومازال الخطاب بحوزتي بخط السيد الصادق المهدي… في تلك الجلسة رن تلفون السيد عبد الرحمن الصادق ويبدو أن المكالمة ذات أهمية كبيرة لأنه استأذن الرئيس في الرد عليها وقام من مكانه ليرد عليها وكانت المكالمة من والده السيد الصادق الذي كان وقتها معارضا للوضع ويقيم في القاهرة.. اتي السيد عبد الرحمن لمجلسه واستاذن مرة أخرى اذا كان الرئيس يسمح بقبول استقبال المكالمة من والده.. لم يرد عليه الرئيس بل مد يده وأخذ التلفون وأخذ الرجلان يتحدثان لفترة طويلة وكأنهما صديقان قديمان أو جاران يجمعهما سكن واحد لا أدري.. دار الحديث بينهما وكأنه لم تكن بينهما قطيعة سياسية.. وهنا سأل الرئيس محدثه في الطرف الآخر.. ياخي انت في السن دي المقعدك برا البلد شنو.. تعال لي بلدك وعيش وسط اهلك ووليداتك وتعال في أي وقت تريد… هنا بكى عبد الرحمن الصادق.. فذاك والده المعارض للنظام وهذا رئيس النظام الذي يدعوه للم شمل الأسرة وان البعد عن الوطن لا يطيقه انسان في مثل هذا العمر.. في تلك اللحظة أدركت أن هذا الشعب عجيب في كل شيئ تفرق به دروب السياسة بكل قوة ولكنه عندما يرجع بهم شاهد العقل إلى سودانيتهم ينسون السياسة ودروبها وينسون خلافاتهم.. لا أظن أن السياسة وخلافاتها ستؤثر يوما في أن يبغض السودانيون بعضهم بعضا.. يختلفون نعم وكل يدافع عن فكرته ولكنهم ينسون خلافاتهم عندما تأتي مواقف الرجال.. اتمنى ان يدوم الوفاق بينهم فالكل ذاهب لكنه سيبقى الوطن..
برف هاشم على سالم