صاحب أول ميدالية عربية في طوكيو 2020.. من هو الجندوبي؟
دخل التونسي محمد خليل الجندوبي تاريخ الأولمبياد، بعد أن أصبح أول رياضي عربي وإفريقي يحصد ميدالية في نسخة طوكيو 2020، وهي فضية في التايكواندو اقتنصها السبت.
وحقق الجندوبي أفضل إنجاز لتونس في رياضة التايكواندو بتاريخ المشاركات الأولمبية، وذلك عندما حصد ثاني ميدالية في هذه الرياضة بعد أسامة الوسلاتي، الذي توج بالبرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
الجندوبي بعد هزيمته في النهائي
وكان محمد خليل الجندوبي تأهل إلى نهائي وزن 58 كيلوغراما بعد فوزه في الدور نصف النهائي على الكوري الجنوبي جانج جون، بطل العالم 2019 المصنف الأول عالميا، بنتيجة 25-19.
إلا أنه تلقى الهزيمة في اللحظات الأخيرة من المباراة النهائية، أمام الإيطالي فيتو ديلاكويلا، بنتيجة 12-16.
وولد الجندوبي في مدينة طبربة شرق العاصمة تونس عام 2002، ومنذ نعومة أظافره بدأ والده مدرب الرياضات الدفاعية وصاحب الحزام الأسود في التايكواندو، في تعليمه أصول هذه الرياضة، وصقل مواهبه التي ظهرت وهو لم يتجاوز الخامسة من العمر.
ويقول الهاشمي الجندوبي والد محمد خليل لموقع “سكاي نيوز عربية”: “بحكم أنني أملك وأدير قاعة رياضية متخصصة في الرياضات الدفاعية، فقد كبر عشق ابني للتايكواندو منذ الطفولة. كان يتنقل معي أثناء التدريبات ويبدي اهتماما كبيرا بأصول اللعبة، وعندما لاحظت ذلك ساعدته في خطواته الأولى عندما بلغ من العمر 5 أعوام، ووجدت فيه بطلا صغيرا قادرا على البروز”.
ويتابع الأب قوله: “مر محمد بالمراحل العمرية من الأشبال إلى الناشئين ثم الشباب وأخيرا الكبار، وتوج بعدد من البطولات المحلية والعربية والعالمية التي يبقى أبرزها الميدالية البرونزية لأولمبياد الشباب في بوينس أيرس الأرجنتينية عام 2018، قبل أن يتأهل لأولمبياد طوكيو ويضرب موعدا جديدا مع النجاح”.
ولعب محمد خليل الجندوبي ضمن أندية هاوية في رياضة التايكواندو، مثل نادي رولاكس للفنون الدفاعية، لكن بصمة والده ومدربيه كانت واضحة في تطور مستواه وبلوغه منصة التتويج الأولمبي.
وقالت والدة البطل التونسي نجوى الجندوبي، إن “سعادتها لا توصف بتتويج ابنها بالميدالية الفضية”، مؤكدة أن تلك الميدالية “ثمرة لسنوات من العمل والتضحية، ليس فقط لمحمد وإنما لكل العائلة”.
وقالت الوالدة في تصريح خصت به موقع “سكاي نيوز عربية”: “الفوز بالميدالية الفضية الأولى للرياضة التونسية والعربية إنجاز نفخر به. ضحى ابني كثيرا ليصل إلى هذا المستوى. مبروك لتونس ولرياضة التايكواندو”.
وكان محمد خليل الجندوبي، وهو طالب في المرحلة الثانوية، قد تغيب عن الامتحانات من أجل التركيز على الاستعداد للأولمبياد.
ومن جهة أخرى، أشاد المدرب السابق لمنتخب تونس لرياضة التايكواندو محمد علي الرواحي بالإنجاز الذي حققه الجندوبي، واصفا الميدالية الفضية التي أحرزها بأنها فخر كبير وتتويج مستحق للتايكواندو التونسي والعربي بوجه عام.
وقال الرواحي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كنت على يقين من أن خليل الجندوبي سيهدي تونس ميدالية أولمبية جديدة. المنافسة كانت قوية في النهائي لكن لا ينبغي أن يخجل خليل من الخسارة، فالمهم تحقق وهو الصعود إلى منصة التتويج”.
وكان الرواحي أول مدرب يشرف على محمد خليل الجندوبي عندما انتمى للمرة الأولى لمنتخب تونس، وذلك في صفوف الأشبال عام 2015.
ورفعت تونس رصيدها من الميداليات على مر تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية إلى 14 ميدالية حتى الآن، 4 أربع ذهبيات و3 فضيات و7 ميداليات برونزية.