المتعجلون من الحجاج يكملون أداء المناسك دون تفشي لكورونا
أنهى حجاج بيت الله الحرام المتعجلين، اليوم ، ثاني أيام التشريق، أداء مناسك الحج لهذا العام، وذلك بعد إكمالهم رمي الجمرات، وأدائهم طواف الوداع.
وأكمل الحجاج المتعجلين، المناسك وسط منظومة متكاملة من الخدمات والإجراءات الإحترازية المكثفة لضمان سلامتهم، والتي أسفرت عن إكمالهم لأداء المناسك دون أي تفشيات لفيروس كورونا أو أي أمراض وبائية أخرى.
وأشار المتحدث باسم وزارة الحج والعمرة المهندس هشام سعيد إلى إستمرار الوزارة والجهات الأخرى المشاركة، في تقديم الخدمات والدعم اللازم لضيوف الرحمن، لإكتمال جميع مراحل الحج، مبيناً أن خطط التعجل معمول بها مسبقاً، وأن هناك جداول معدة لتفويج المتعجلين اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، بالتنسيق المباشر مع مقدمي الخدمة من شركات حجاج الداخل.
وأكد أن عملية تفويج الحجاج المتعجلين تسير بكل انسيابية بفضل الجداول الموضوعة، مع مراعاة جميع الإجراءات والبروتوكولات الصحية، متوقعاً أن يغادر بنهاية اليوم ما يقارب 60% من إجمالي الحجاج، في حين سيغادر البقية في يوم غد الثالث عشر من ذي الحجة.
وأعلن وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة نجاح خطة الحج الصحية لهذا العام 1442 هجرية، وخلو حج هذا العام من التفشيات لفيروس كورونا، وغيره من الأمراض الوبائية الأخرى.
وقال إن الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن بذلت جهوداً كبيرة لتنفيذ خطة الحج الصحية لضمان سلامة الحجاج ومنع انتشار العدوى بينهم في ظل جائحة كورونا.
وأضاف قائلاً” وبفضل الله أسهمت هذه الجهود المبكرة والإجراءات الإحترازية في التعامل مع الوضع الصحي للجائحة خلال موسم الحج لهذا العام والذي استدعى اقتصار أداء الحج على 60 ألف حاج من مستكملي اللقاح، مما كان له الأثر الملموس في الحفاظ على صحة وسلامة الحجاج.
وتقدَّم وزير الصحة السعودي بالامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على دعمهم اللامحدود لوزارة الصحة وجميع قطاعات الدولة العاملة خلال موسم الحج، داعياً الله أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يعيدهم إلى أهلهم سالمين غانمين.
ورمى الحجاج الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى و الوسطى ثم جمرة العقبة، وسط تنظيم دقيق وإجراءات احترازية عالية، وتحقيق التباعد المكاني بين الحجيج.
وتمت خطة التفويج نحو الجمرات لرمي الجمرات الثلاث، وفق خطة تفصيلية إجرائية ووقائية، لإنهاء جميع مراحل رمي الجمرات بشكل آمن صحياً.
ورفعت مديرية الدفاع المدني جاهزيتها في جميع أرجاء جسر الجمرات والساحات المحيطة به، وذلك لتنفيذ خطط الدفاع المدني وتقديم الخدمات الإنسانية خلال أداء هذا النسك من مناسك الحج.
وأكد الدفاع المدني إكتمال استعداداته بفرق ووحدات منتشرة في أروقة الجسر وفي المداخل الرئيسية، مدعومة بقوى بشرية وتجهيزات فنية في مواقع محددة في طوابق الجسر كافة طيلة أيام التشريق، حرصاً على تنفيذ خطط الدفاع المدني وتدابيرها الوقائية، والتنسيق مع الجهات الأخرى بما يحقق سلامة وحماية ضيوف الرحمن.
واستعدت هيئة الهلال الأحمر السعودي بـ14 مركزاً إسعافياً وبأكثر من 134 ممارساً صحياً تابعين للهيئة في مشعر منى ومناطق تواجد الحجاج.
ودعمت الهيئة، الكوادر البشرية الإسعافية بـ 52 سيارة إسعاف موزعة على المراكز الإسعافية، إضافة لــ 10 دراجات نارية وعربتي “قولف”، وفرق تطوعية تابعة للهيئة تعمل مساندةً لمباشرة الحالات الإسعافية المرضية والإصابات.
وبعد الانتهاء من الرمي في مشعر منى توجه ضيوف الرحمن من المتعجلين إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع.
وغادر حجاج بيت الله الحرام المتعجلين مشعر منى بعد زوال شمس اليوم الخميس بعد أن منَ الله تعالى عليهم أداء فريضة الحج.
وإذا غربت شمس اليوم الثاني عشر من ذي الحجة على الحاج وهو ما زال في مِنَى يجب عليه البقاء للمبيت في منى ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثالث عشر، وإذا تهيأ للخروج ولم يتمكن لظروف الزحام أو بطء حركة المرور عند ذلك يستمر في سيره متعجلاً ولا يلزمه المبيت بمنى لكونه قد تهيأ للمغادرة متعجلاً.
وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج صوب المسجد الحرام للطواف حول البيت العتيق، علماً بأن طواف الوداع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة عائداً إلى بلده، ولا يُعفى منه إلا الحائض والنفساء.
وعملت رئاسة شؤون الحرمين على جداول تفويج منظمة لاستقبال ضيوف الرحمن في المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، عبر تطبيق إجراءات التباعد الجسدي بين كل حاج وآخر، ووضع الملصقات الأرضية الإرشادية بساحات الحرم المكي وصحن المطاف التي تُحدد مسارات الحركة بشكل آمن وصحي.
كما جهزت مسارات مخصصة في صحن المطاف لكل فوج، لضمان تحقيق التباعد الجسدي بين الطائفين، من خلال الملصقات الأرضية، بالإضافة لتخصيص أبواب محدّدة للدخول، وأبواب أخرى للخروج لضمان منع حدوث أي تزاحم أو تكدس، وبما يضمن انسيابية حركة الحشود.