بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (24) … بديتو التزوير خلاص..
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (24)
… بديتو التزوير خلاص..
كانت اجتماعات اللجان الست يتم توثيقها صوتا وصورة بواسطة تلفزيون السودان القومي وأيضا بواسطة وكالة سونا للأنباء.. وفي نهاية الجلسات للمؤتمر عرفنا ان ادارة قاعة الصداقة كانت أيضا تسجل هذه الجلسات فأصبح لدينا ثلاثة جهات وثقت لكل مايدور من نقاشات داخل اللجان الست..
وعند انتهاء مؤتمر الحوار كان لدينا 750 شريط فيديو به كل مادار داخل القاعات ولأن هذه الشرائط هي ملك للشعب السوداني وجزءا من تاريخه السياسي فقد أودعنا هذه الشرائط إلى دار الوثائق ألمركزية لتحفظ هناك لكل من يريد الاطلاع عليها وأيضا للأجيال القادمة وان تكون متاحة لأي باحث يريد أن يرتكز عليها في بحثه أو أي سوداني مهموم بقضايا الوطن يريد أن يؤسس لفكرة أو مبادرة تخرجنا من عنق النفق السياسي السوداني…
كان التوجيه واضحا لأعضاء الأمانة العامة الموجودون في كل لجنة بكتابة كل مايدور من نقاشات داخل كل لجنة وان تكون الكتابة بلهجة المتحدث وبنفس الكلمات التي يعبر بها المتحدث عن رأيه حتى تكتمل المصداقية من جانبنا بأن تطابق الكتابة نفس المحتوى الذي يحتويه شريط الفديو وقد كان ذلك..
كان المحضر لكل جلسة تتم قراءته للجنة وتتم الموافقة عليه من أعضاء اللجنة عند نهاية الجلسة.. وبعدها تتم طباعة المحضر بواسطة سكرتارية الأمانة العامة للحوار ويعرض المحضر مرة ثانية صباح اليوم التالي قبل بدء اجتماعهم لليوم الجديد حتى تتم الموافقة عليه بصورة نهائية وهو مطبوع وبعد ذلك يتم التوقيع على المحضر بواسطة رئيس اللجنة ثم يوقع عليه الأمين العام ثم بعدها يتم حفظه في خزينة الأمين العام سالفة الذكر..
كان الأمر يمشي بنظام سلس بهذه المنهجية.. في احد الايام كان المحضر بعد طباعته فيه جملة مطبوعة تقول… من النازحون واللاجئين.. فقلنا أن من حرف جر ولن تغير في معنى الجملة فحولناها حسب قاعدة اللغة العربية وأصبحت الجملة.. من النازحين واللاجئين..
ولم ندري بالفخ الذي وقعنا فيه.. في صباح ذلك اليوم تمت قراءة المحضر أمام اللجنة وعندما وصلت القراءة إلى تلك الجملة وتمت قراءة الجملة المجرورة بحرف.. من.. هاجت اللجنة وماجت واعترضوا بأن هذه الجملة لم تكن هكذا..
وبصوت عالي اسمعونا… خلاص بديتو تزوروا من هسع… بدأنا نشرح لهم الأمر ولكنه كان فخا لنا واصروا أن تكون الجملة كما كانت… فارجعنا الجملة كما كانت ومازالت.. من اللاجئون والنازحون…
كان درسا بليغا لنا خسرنا فيه احد قواعد اللغة واعتذرنا لحرف الجر.. من.. لأننا عطلنا له خاصية الجر التي يتمتع بها ولكننا كسبنا ثقة لجنة كاملة بل وكل اللجان الأخرى.. عذرا لحرف الجر ولكن في أي حوار يجب أن يتم فيه بعض التنازلات من أجل الغاية الكبرى.. سلام الوطن..
بروف هاشم على سالم