هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (23) خزنة الأمين العام
خربشات على جداريات الحوار… (23)
خزنة الأمين العام
من ضمن محتويات المكتب كانت توجد خزنة كبيرة بها عجلات لتحريكها…
هذه الخزانة كانت مسار اهتمام الكثير من الناس منهم إعلاميون وآخرون مشاركون في الحوار بل ومنهم حتى أعضاء في الأمانة العامة للحوار…
نسجت حولها اقاويل كثيرة فمنهم من قال هذه الخزانة مليئة بمبالغ سودانية ضخمة وآخرون قالوا لا بل هي مليئة بالدولارات…
وذهب البعض الآخر أن بها مرتب الأمين العام الذي يبلغ مائة مليون جنيها بالقديم وطبعا هذا مبلغ ضخم يجتاح إلى مثل هذه الخزانة…
آخرون قالوا إن هذه الخزانة لا يستطيع تحريكها من مكانها الا أربعة رجال أقوياء.. وذكروا أن الأمين العام يحتفظ بمفاتيحها في جيبه ولا يتركه ابدا ولا يضعه حتى على المنضدة..
وآخرون ذكروا أن الأمين العام لا يدع حتى الضب أن يقترب منها وأصبحت تلك الخزانة محل اهتمام لفترة طويلة والغريب في الأمر لم يجرأ احد عن يسأل عن حقيقتها لأنهم اقتنعوا كما يبدوا بتاويلاتهم انها مليئة بالمال..
كنت اسمع همسهم ولا استجيب.. فعلا أن مفاتيح تلك الخزانة تكون في جيبي دائما ولا افرط فيه أبدا وفعلا لا اعطي مفاتيحها لأحد مهما كان وفعلا اراقبها طول اليوم ولا اسمح حتى للضب المسكين أن يأتي ناحيتها… استمر الحال هكذا إلى أن جاء يوم أتى المدير المالي بالمرتبات لأعضاء الأمانة العامة وهذه فرصة نادرة لأن هناك كثيرون متواجدون في مكتب المدير المالي..
وبدأ بتوزيع المرتبات وكان يضع مرتب كل شخص في ظرف ويكتب اسم الشخص عليه وكانت تساعده إحدى السكرتيرات بأن تنطق الاسم وهو يضع مرتب الشخص في الظرف.. كان مرتب عضو الأمانة العامة مبلغ أربعة الف جنيها ومرتب رئيس اللجنة مبلغ خمسة الف جنيها…
وهنا جاء دور مرتب الأمين العام نفسه وتم نطق الاسم والمبلغ ستة الف جنيها.. فرك الحاضرون عيونهم ليروا المبلغ الذي وضع في الظرف وبعدها انقطع الهمس عن مرتب المائة الف أو المائة مليون.. كانت هذه عبارة عن مكافأة لا تغطي لهم حق المواصلات في الحضور يوميا من الساعة السابعة وحتى مغيب الشمس دعك مما يبذلون في حضور الجلسات وتدوين كل ما يقال في هذه الاجتماعات وكتابة محاضرها وطباعتها..
ثم أتى السؤال ماذا يوجد داخل هذه الخزانة اذا… قصدت يوما أن افتحها أمام المتواجدين في المكتب واشرأبت الأعناق لترى مابداخلها…
واظنهم لعنوا الشيطان وقتها.. مابداخل الخزانة محاضر اجتماعات اللجان الست والتوصيات التي تأتي من تلك اللجان وكان لزاما أن تحفظ في مكان آمن لا يقربه احد وكان لزاما أن يحفظ مفاتيحها شخص واحد وكان لزاما الا يقترب حتى الضب منها… لذا تم حفظ التوصيات ولم يستطع شخص أن يغير مجرد شولة فيها…
برف هاشم على سالم