بروف هاشم على سالم يكتب: خربشات على جداريات الحوار.. (22)
التمييز الإيجابي.. ب
في خربشة سابقة عرفنا ان توصية التمييز الإيجابي قد حلت محل الحكم الذاتي وتم الاتفاق على توصية التمييز الإيجابي بالإجماع من أعضاء اللجنة وكان هناك تزييلا للتوصية أن تقدم مذكرة بها متطلبات المواطنين في كل من المنطقتين بما يريدونه في منطقتهم اي مايريده أصحاب المصلحة الحقيقية وهم المواطنون.. اذكر ان تم تشكيل لجنة لكل منطقة بأن ترفع كل لجنة متطلبات أصحاب المصلحة من المواطنين بما يرونه الأصلح لمنطقتهم… استمرت اجتماعات اللجنتين دون تدخل من أحد و رفعت كل لجنة تقريرها… كان تقريرا صادما صراحة ويبدو أن اللجان لم تذهب إلى المناطق لتعكس رأي ألمواطن هناك المكتوي بانعدام الخدمات والذي يعاني من أبسط الضروريات الحياتية اليومية.. كان التقرير للأسف الشديد ينصب كله في السلطة…كان التقرير يطالب بعدد 3 وزراء اتحاديين و 4 وزراء دولة وعدد من المعتمدين لكل منطقة واهمل التقرير ألمواطن تماما.. جلسنا مع كل لجنة واوضحنا لهم بأن هذا ليس هو التمييز الإيجابي الذي تقصده التوصية.. فإذا نفذت الدولة تقريركم هكذا ومن السهولة بمكان أن يتم تنفيذه فماذا يستفيد المواطن هناك من تعيين الوزراء لكم هنا في الخرطوم… المواطن هناك يريد خدمات يريد تعليما لأبنائه ورعاية صحية له ولاسرته ويريد آمنا ويرىد مشاريعا للكهرباء والمياه ويريد تنمية للمنطقة فماذا يفيده حتى لو تم تعيين كل مجلس الوزراء من المنطقة… فالسودان لم يمت حتى توزع ثروته ولكن يجب أن يوزع مايملكه السودان بعدل على كل أبنائه… لم نجد مايجعلنا أن نرفع ذلك التقرير إلى أعلى لأنه لم يحقق هدف التوصية.. تم تشكيل لجان أخرى وتم الاشتراط على كل لجنة أن تذهب وتقابل المواطن هناك في منطقته وتعكس مايريده المواطن هناك وفعلا ذهبت كل لجنة إلى منطقتها وقدموا تقريرا راقيا عن رأي المواطنين هناك ومايريدونه.. لم يطلبوا منصبا واحدا بل طلبوا كل مايحتاجونة وكل ماتحتاجه منطقتهم لتتساوي مع المناطق الأخرى.. التمييز الإيجابي ببساطة شديدة إذا أردت أن تقيم مدرسة أو مستشفى في منطقة مستقرة فعليك أن تبني مدرستين ومستشفيين في منطقة التميز الإيجابي وهكذا لترتفع بالمنطقة إلى المناطق الأخرى وتبذل جهدا مضاعفا في منطقة التمييز الإيجابي حتى تلحق باخواتها في المناطق الأخرى.. رفعنا تقارير تلك اللجان حسب التوصية على أن يسهل على القائمين بالتنفيذ تلبية رغبات تلك المناطق.. والي الان لم يقفل الباب إذا أردنا أن نرتقي بالمنطقتين.. فرغبات أهلها مازالت تنتظر من ينفذها لهم…
برف هاشم على سالم