بروف هاشم علي سالم يكتب .. خربشات على جداريات الحوار… (20) الرئيس فائز السراج
بروف هاشم علي سالم يكتب..خربشات على جداريات الحوار… (20)
الرئيس فائز السراج
عدد من رؤساء الدول العربية والأفريقية كانوا عندما يزورون السودان في ذلك الوقت كانوا يطلبون تنويرا عن الحوار الوطني…
عندما يزور وفد دولة ما.. كان الوفد يأتي إلى مقر الحوار في قاعة الصداقة اما حينما يريد رئيس دولة تنويرا عن الحوار كنا نذهب إليه في مقر إقامته..
كانت العلاقات الخارجية في وزارة الخارجية وادارة المراسم ينظمان هذا اللقاء ويتم الأخطار بأيام قليلة يحددان المواعيد وساعة اللقاء وأحيانا بأدب جم يخطرانك بالزمن المسموح لك في لقاء رئيس الدولة بأن الضيف له مواعيد بعدك فلا تطل اللقاء..
عادة احمل معي لمثل هذه اللقاءات 3 نسخ من التوصيات باللغات الثلاثة عربي وانجليزي وفرنسي لاني اتوقع ان يطلب نسخة بلغة محددة فلابد من الجاهزية في هذه المواقف.. ذهبت قبل المواعيد كالعادة ولكن لايسمح لك بالطلوع إلى الطابق الذي به رئيس الدولة إلا بإشارة من ألمراسم..
عند الوصول للطابق لا يخفى عليك رؤية إعداد من رجال الأمن منتشرين في الطابق بعضهم سوداني وأكثرهم ليبيين..دخلت غرفة اللقاء وهناك من يوجهك بالجلوس في كرسي معين وبعدها بدقائق يدخل رئيس الدولة… وهنا عليك أن تبدأ فورا في مهمتك التي أتيت من أجلها… بدأت وشرحت كل مادار في الحوار…
ثم سأل إذا كان ممكنا أن يأخذ نسخة من التوصيات فاجبته بنعم… وكنت أضع نسخ التوصيات في شنطتي بجانبي على الأرض فرفعت الشنطة لكي افتحها فهرول إلى أحد رجال الأمن الليبي وأخذ الشنطة وقال سيتفضل هو يفتحها واخذها بعيدا قليلا وفتحها ويبدو أنه فحصها ثم أعطاني لها لكي اخرج منها نسخة التوصيات..
عرفت فيما بعد أن هذا إجراء أمني للرؤساء الا تفتح بالقرب منهم شنطة مقفولة.. المهم اخرجت النسخة العربية وسلمتها للرئيس وسأل سؤالا اخيرا..
ماذا نعمل إذا أردنا أن نعمل حوارا مماثلاً… الإجابة كانت واضحة… هناك 4 شروط لنجاح الحوار ففي حالة بلادكم.. اولا يجب أن يكون حوارا ليبيا ليبيا…
وثانيا يجب أن يكون داخل ليبيا.. وثالثا يجب ألا يقصي فيه احد..
ورابعا يجب أن تتاح فيه الحريات بدون اي سقف لها.. لكن كما علمت بعدها تم فيه إقصاء احد المعارضين العسكريين وكان ذلك سببا في اندلاع المعارك الأخيرة لكن يبدو أن الوضع استقر مؤخرا في تلك الدولة..
هذا درس يمثله تماما المثل السوداني.. (ماحك جلدك غير ظفرك)
لا أحد يستطيع حل مشاكل الوطن غير أبناء الوطن مهما كان الاختلاف بينهم لأنه لا أحد يحمل هم الوطن غيرهم ولا أحد يكتوي بنار الخلافات غيرهم فمتى نرمي خلافاتنا وراء ظهورنا أو نجعلها تحت أقدامنا ونرتقي عليها لنرى المستقبل أمامنا..
بروف هاشم على سالم