امريكا تصنع شرطتها في السودان بانغام ” المارينز”

الخرطوم اثيرنيوز

احتفلت السفارة الامريكية بالخرطوم بتخريج دفعة من عناصر الشرطة السودانية التي تم تدريبها لحماية المواقع الامريكية في السودان ، وجاء في الاخبار ان دفعة الشر طة تم تدريبها باشراف من مدربين ينتمون لفرقة ” المارينز ” الامريكية ، وتمثل هذه الخطوة الجريئة تاكيد علي فتح الباب علي مصرعيه لتخصيص مؤسسات الدولة السودانية وربما نشاهد في المستقبل القريب كل دولة من الدول الغربية لديها شرطتها التي تحمي استثمارتها في السودان ، وبالتاكيد لن تكون هذه الخطوة الاخيرة لمحاولة بسط هيمنة امريكية تماهيا مع سياسة الحكومة الرامية لاحكام قبضة صندوق النقد الدولي على الاقتصاد الوطني ، ويظل السؤال هل بهذه الخطوة تفقد الشرطة سلطاتها علي عدد من افرادها بعد ان تلقوا تدريبات من جهات خارجية وهل هذه القوات اصبحت تتبع للقرار الامريكي ويتلقون تعليماتهم المباشرة من الادارة الامريكية ، وما هو التكييف القانوني مع سيادة الدولة وقانون الشرطة ، ونعلم بان للسفارة الامريكية عناصرها الامنية التي تتبع لهم مباشرة وفقا لشروط توظيف خاضعة للادارة الامريكية وتمثيلها في الخرطوم عبر سفارتها ، وكيف يصبح وضع الشرطي القانوني والاداري في مثل هذه المنظومات المستحدثة ، ومن المتعارف عليه ان تتلقي الشرطة في اطار التعاون الاقليمي والدولي تدريبا متقدما بواسطة منح واتفاقيات متبادلة بين السودان وعدد كبير من الدول تتيح له الاستفادة من التقنيات المتطورة في المجالات الشرطية المختلفة .

يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية لا تثق كثيرا في امكانات الشرطة السودانية ولذلك تعمل علي بناء اجسام امنية لحماية مواقعها واستثماراتها التي باتت علي مشارف الانجاز ، وكان من الافضل ان تعمل امريكا علي تعزيز قدرات الشرطة بشكل متكامل بدلا عن تسليعها بما يخدم مصالحها بتدريب مجموعة محددة ، واذا ارتضت السلطات هذه التجزئة المخلة لا نستبعد ان تختار الولايات المتحدة الامريكية عناصر من الجيش لتدريبها او من جهاز المخابرات ليصبح للبنتاجون فرع له في السودان ، وتمثل هذه السابقة دعوة مفتوحة لكل من يريد الاستثمار في السودان ان يختار عناصر شرطته الخاصة وربما اطقم موظفيه من الخدمة المدنية .

يعبر السودان بمرحلة جديدة تحتج الي تقدير الكثير من المعطيات قبل الانزلاق في فخ التنازلات التي تقود الي تنازلات اكبر، ولتحافظ الدولة علي سيادة الشرطة بانتماءها الاصيل للوطن ، وتعمل علي رفع قدرات افرادها عبر برنامج وطني بدعم ومساندة من المجتمع الدولي ، بدلا عن الارتهان لتجزئة ادوار الشرطة بما يخدم مصالح دولة بعينها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *