بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (19) التطبيع مع إسرائيل
خربشات على جداريات الحوار… (19)
التطبيع مع إسرائيل
كانت منهجية الحوار في كل اللجان أن يتم اولا عصف ذهني من كل المشاركين لتحديد المشكلات التي تخص مهام كل لجنة لتصبح مواضيع نقاش صالحة للتداول فيها من الأعضاء لكل لجنة على أن يكون الموضوع فعلا من أسباب اقعاد الوطن وحرمانه من الانطلاق بسبب ذلك الأشكال…
وفي أحد الجلسات لإحدى اللجان اثار احد الأعضاء موضوعا من المواضيع التي لا يحب السياسيون السودانيون مناقشتها والخوض فيها وتعتبر من المواضيع المسكوت عنها في الشارع السياسي زمنا طويلا..
آثار ذلك العضو مشكلة التطبيع مع إسرائيل وأخذ يسرد محامد اتخاذ هذا القرار للسودان وان اللوبي اليهودي هو الذي يسير السياسة الأمريكية وان إسرائيل هي التي تحكم أمريكا وتؤثر فعليا على قراراتها وليس العكس كما يظن البعض ومن ضمن ماذكر أن هناك مشاكل اقعدت السودان ومنها إدراج اسمه من الدول الراعية للإرهاب ودولة غير متعاونة والديون المتراكمة وان كل هذه المشاكل سيكون حلها سهلا إذا طبع السودان علاقاته مع إسرائيل…
وجم أعضاء تلك اللجنة من طرح ذلك العضو لمده ليست قصيرة من صدمة الطرح اولا وثانيا من موقف السودان من القضية الفلسطينية… ثم بدأت الردود تأتي خجولة في البداية ثم استعرت نيران النقاش بأن السودان صاحب اللاءات الثلاث المشهورة وان السودان ظل يحارب من أجل القضية الفلسطينية منذ العام 1948..
وهناك من ادخل مشكلة الهوية السودانية ومشكلة الانتماء.. وبدأ الأعضاء يحللون في مشكلة فلسطين هل هي مشكلة عرق عربية ام مشكلة معتقد ديني إسلامي وهل نحن منتمون إلى العرق العربي أكثر ام منتمون إلى المعتقد الديني الإسلامي أكثر من انتمائنا للعرق العربي… استمر النقاش ساعات والكل متخندق في رأيه ويدافع عنه بقوة وكما يقولون (الواحد بونسه غرضه)..
واستمر النقاش دون الوصول إلى نتيجة واضحة بالرغم من كثرة المعارضين للتطبيع ولكن ارتفاع صوت المؤيدين للتطبيع أيضا كان عاليا بالرغم من قلة عددهم…
في مثل هذه الحالات لابد من اجراء التصويت لحسم اتخاذ القرار في اللجنة… وكانت النقاط تحسب كالآتي.. إذا نالت القضية 90٪ فأكثر تعتبر نقطة متفق عليها.. وإذا احرزت النقطة من (50_89)٪ تعتبر نقطة خلافية.. أما إذا احرزت أقل من 50٪ بدرجة كبيرة تعتبر نقطة مرفوضة… وفعلا تم التصويت في تلك اللجنة وكانت النتيجة أن المؤيدين للتطبيع مع إسرائيل 7٪..والذين يرفضون التطبيع مع إسرائيل يبلغون 93٪ من المشاركين في تلك اللجنة وبهذا تكون حسمت قضية التطبيع ولم يتعرض لها أحد من الأعضاء بعد ذلك اليوم..
بروف هاشم على سالم