وزيرة الخارجية:العلاقات السودانيةالروسية تحظى باهتمام مجلس الشركاء
– أكدت وزيرة الخارجية دكتورة مريم الصادق المهدي عمق العلاقات السودانية الروسية التي تحظى باهتمام كبيرمن كافة مكونات الحكومة السودانية بشقيها العسكري والمدني، بصورة متكاملة يصوغها مجلس الشركاء، ويؤكد عليها و يدعمها وفق مصالح السودان، ووفق أن يكون السودان دولة ذات علاقات مع كل دول العالم بصورة تحفظ وتؤمن مصالح الشعب السوداني، خاصة بعد أن تم رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب والتي قيدت حركة السودان ووجوده الدولي وانطلاقاته الاقتصادية بصورة كبيرة، وبعد أن قامت الحكومة السودانية بإجراءات مهمة لتجعل الأجواء كلها مواتية للاستثمار في السودان.
وأعربت د. مريم الصادق خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف الذي انعقد في موسكو أمس، أعربت عن سعادتها بهذه الزيارة والتي جاءت تلبية لدعوة كريمة من السيد وزير الخارجية الروسي والتي تأمل أن تكون لها تبعات سياسية ودبلوماسية وثقافية مهمة، مؤكدة أن العلاقة بين السودان وروسيا ممتدة وثابتة ومستدامة عبر مختلف التغيرات التي حدثت في البلدين لمدة تزيد عن (65) عاما.
وقالت وزيرة خارجية السودان ” إننا ناقشنا القضايا الثنائية بين البلدين خاصة الجوانب السياسة والدبلوماسية والاقتصادية بصورة معمقة”.
وأضافت “نحن نقدر بصورة كبيرة لروسيا الدعم الذي قدمته لحكومة الثورة، الحكومة الانتقالية، التي جاءت اثر ثورة عظيمة قادها الشباب والشعب السوداني وتقدمت فيها النساء ويمتلكها كل الشعب السوداني. ونتطلع في الفترة المقبلة لمزيد من التعاون والتقدم”.
وأوضحت أنه تم التوافق على أن تعاود اللجنة التشاورية السياسية العليا واللجنة الاقتصادية التي يترأسها وزير المعادن في السودان نشاطها لتفعيل كافة العلاقات التي تضم البلدين.
وأعربت عن تقديرها للدعم الذي قدمته روسيا لبلادها، متوقعة أن يتم التوقيع على اتفاقية تفاهم مشتركة بين وزيري المالية في البلدين بإعفاء دين روسيا على السودان، بعد أن بلغ نقطة القرار في مبادرة الدول الاكثر فقرا ليساعد ذلك في اجتماع نادي باريس المرتقب في الأيام المقبلة.
وقالت الوزيرة “إنه من المرتقب تفعيل هذه اللجان المهمة والتي يقوم عليها المسؤولون في البلدين باحداث تعاون كبير ومواصلة في مختلف الأطر الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بجانب تواصل بين رجال المال في البلدين وبما فيها الدعم في البنى التحتية والسكة الحديد والمسائل الاقتصادية والثقافية والتدريب للشباب والنساء”.
وأشارت مريم إلى أنه تم تناول مجالات التعاون والدعم المتبادل في الأمم المتحدة، مثمنة الدعم الذي وجده السودان من روسيا في المجالات التي عرضت بمجلس الأمن والأمم المتحدة، وأشارت إلى رفع القرار 1591 عن السودان الذي يقيد حركة الآليات و حركة القوات السودانية في إقليم دارفور ليعمل الجيش السوداني وتعمل القوات السودانية على حفظ الأمن وحماية المدنيين بالصورة التي تمكن من الاستقرار والسلام في السودان.
وتابعت، وزيرة الخارجية، قائلة “إننا نشكر ونقدر لروسيا ما قاله المندوب الدائم في مجلس الأمن بضرورة عدم السماح بإجراءات آحادية تضر بأي بلد فيما يخص “سد النهضة”. وقالت انه تم بحث التعاون المشترك لإحلال السلام والأمن في إفريقيا عامة، والدور المهم الذي يجب أن يعمل فيه السودان على استقرار الأوضاع في ليبيا وإفريقيا الوسطى وتشاد مشيرة انه بالضرورة أن يكون للسودان دور مهم في إحلال السلام في ليبيا لإستقرار المنطقة.
كما تم التطرق الى المؤتمر الروسي الأفريقي وأهمية علاقات روسيا بافريقيا مشيرة إلى ان السودان يتطلع بأن يكون المؤتمر المقبل في افريقيا في مكان يرتضي به الجميع وبالتاكيد نقدم السودان باعتبار انه منطقة تقاطع اغلبية الدول الافريقية لاستضافة هذا المؤتمر المهم.
وكما تناولت الوزيرة في المؤتمر الصحفي العديد من القضايا الاقليمية والدولية معربة عن أملها لمزيد من التعاون لتلاقي الكثير من الرؤى والآراء ليحل السلام والاستقرار بتعاون الجميع في هذه القضايا المهمة.
وقالت انها تأمل أن يكون للزيارة ما بعدها من تفعيل للعلاقات المهمة بين السودان وروسيا بصورة تسير فيها البلدان وفق رؤية واحدة لإنطلاقة السودان ودعمه.
من جهته طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بضرورة رفع عقوبات مجلس الأمن الدولي عن السودان، من أجل فتح آفاق جديدة أمام هذا البلد، مؤكدا دعم بلاده للجهود السودانية المبذولة خلال الفترة الانتقالية.
وقال لافروف ـ في المؤتمر الصحفي المُشترك مع نظيرته السودانية مريم الصادق المهدي في موسكو ـ إن روسيا تقف مع ضرورة رفع العقوبات المفروضة من قبل مجلس الأمن الدولي على السودان منذ عام 2004 ، لتفتح آفاقا جديدة للسودان، مؤكدا ضرورة تمسك المجتمع الدولي باحترام ميثاق الأمم المتحدة وعدم اللجوء إلى المعايير المزدوجة في تسوية مختلف القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، والأفضل هو اللجوء الى الحوار والسلام.
وأشار إلى أنه بحث مع نظيرته السودانية القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية والنزاع في سوريا والاوضاع في ليبيا، وأنهما اتفقا على المزيد من التنسيق في المواقف بالأمم المتحدة.
وأضاف لافروف أنه أطلع الجانب السوداني على مخرجات ومتابعة الاتفاقيات التي تم التوصل اليها في قمة روسيا ـ إفريقيا في سوتشي عام 2019 ، مشيرا الى أن الجانبين اتفقا على تفعيل أعمال اللجنة المشتركة رفيعة المستوى لمتابعة تطور الاوضاع الخاصة بتطبيق الاتفاقيات الثنائية.