كلمة النائب الأول في احتفال استقبال حاكم النيل الأزرق
الدمازين اثيرنيوز
كلمة سعادة النائب الأول في إحتفال إستقبال حاكم أقليم النيل الأزرق
الإحد : 11يوليو2021م
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين
السادة / أعضاء مجلس السيادة ،،
السيد / حاكم أقليم دارفور ،،
السادة / الوزراء ،،
السيد / حاكم أقليم النيل الأزرق ،،،
السيد / والي ولاية غرب دارفور ،،
السادة / قادة الأجهزة العدلية والقوات النظامية ،،،
السادة/ قيادات الحرية والتغيير ،،،
السادة / قادة وممثلى حركات الكفاح المسلح ،،
السادة / أعضاء حكومة أقليم النيل الأزرق ،،،
السادة / رجال الإدارة الأهلية والطرق الصوفية ورجال الدين،،،
السادة / أجهزة الأعلام المختلفة ،،،
جماهير النيل الأزرق الأوفياء ،،،
الحضور الكريم ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
نحمد الله حمداً كثيراً علي نعمة السلام الذي جعلنا نقف اليوم في هذه المناسبة العظيمة التي تمثل أحد ثمرات السلام لنخاطب أهلنا في النيل الأزرق الذين عانوا من ويلات الحرب اللعينة التي حصدت أرواح غالية من كل الأطراف ، وخلفت دماراً كبيراً ، وشردت أهلنا من قراهم ومناطقهم وحرمتهم من خدمات التعليم والصحة والمياه والطرق .
والأن جاء السلام الذي سعينا إليه جميعاً بإرادة صادقة ونوايا خالصة .. فكانت إتفاقية جوبا لسلام السودان بشارة لأهلنا في كل السودان . فالتحية لقادة حركات الكفاح المسلح الذين أصبحوا شركاء في حكومة الفترة الإنتقالية ، وتمتد التحايا لدولة جنوب السودان الشقيقة ، التي تحملت عبء الوساطة وأستضافت المفاوضات حتى تكللت بالنجاح . والتحية كذلك لأهلنا النازحين واللاجئين والرحل، خاصة النساء والأطفال لتحملهم إفرازات الحرب .
الجمع الكريــم ،،،
أن السلام الذي تحقق يتطلب منا جميعاً حراسة وإلتزام من أجل تنفيذ بنوده التي جاءت بمكاسب كثيرة لأهلنا في السودان والنيل الأزرق . وبلا شك أن تنفيذ السلام أصعب من التوقيع عليه ، لا بد من الصبر والإرادة القوية والعمل المتواصل والتنسيق المشترك بين أطراف العملية السلمية والمجتمع . وبهذه المناسبة ندعو أهلنا في النيل الأزرق الى التكاتف والعمل بروح الجماعة لدعم الحكومة الجديدة والوقوف معها لتحقيق تطلعات الأقليم في التنمية والأستقرار والتعايش السلمي .
الحضور الكريــم ،،،
أن التحديات التي تواجه حكومة الفترة الإنتقالية كبيرة وجسيمة وفي مقدمتها الضائقة الأقتصادية التي صبر عليها شعبنا كثيراً الي جانب التحديات الأمنية المتمثلة في خطاب الكراهية ، وعدم قبول الآخر ، والنعرات القبيلية التي تفرض علينا جميعاً القيام بأدوار إيجابية لمعالجة ومحاصرة هذه الظواهر . ولا بد للإدارة الأهلية والطرق الصوفية ورجال الدين والمرأة والشباب والحكومة العمل سوياً من أجل بناء السلام وتعزيز القيم الإجتماعية الأصيلة التي عرف بها الشعب السوداني .
وندعو أخوتنا الذين لم يوقعوا علي إتفاق السلام للإنضمام الي العملية السلمية ، ونحث المجتمع الأقليمي والدولي الي مواصلة دعمه لإستكمال وتنفيذ السلام.
الجمع الكريــم ،،،
أن أقليم النيل الأزرق ذو أهمية إستراتيجية حيث يجاور دولتين شقيقتين .. جمهورية جنوب السودان وجمهورية أثيوبيا .. وهذه دعوة للحكومة والمجتمع الي بناء علاقات حسن جوار تحقيق المكاسب المشتركة في الأقتصاد والتجارة ، والتداخل الإجتماعي من خلال تبادل المنافع والمحافظة علي الأمن والأستقرار .
شعبنا الكريــم ،،،
أن شعار الثورة السودانية ( حرية سلام وعدالة ) لخص مهام الفترة الإنتقالية بشكل واضح وصريح .. ولذلك منذ اليوم الأول عملنا على تنفيذ هذا الشعار وإنزاله على أرض الواقع وقد نجحنا في حكومة الفترة الإنتقالية في تحقيق السلام الذي تبقى منه القليل ونأمل في إستكماله في القريب العاجل .. لكن تنفيذ شعارات الحرية والعدالة تواجه تحديات كبيرة نحتاج جميعاً الوقوف عندها حتى لا تنزلق بلادنا الي الفوضى .. أن مناخ الحرية والديمقراطية الذي نعيشه الأن يتطلب فهماً صحيحاً حتى لا يتحول لفوضى مثل التي نشهدها الأن من مظاهر تفلت وتجاوز للقانون وتتريس وقفل للطرق في العاصمة والولايات وتعدي على سلامة الناس وأمنهم وممتلكاتهم وتعطيل عجلة الإنتاج وإعاقة التنمية كل هذا يؤثر على إستقرار وأمن البلاد وإيقاف تقدمها ، لذلك لا بد من ممارسة الحرية والديمقراطية وفقاً للقانون مثلما يمارسها العالم المتحضر من حولنا( فالحرية والمسؤلية توأمان ،لو انفصل أحدهما عن الاخر ماتا جميعاً).
ومن المهم أيضاً خلال سعينا المستمر في تحقيق أهداف وشعارات الثورة المجيدة أن نسعى ونعمل بكل قوة على تطبيق مبادئٍ العدالة وإحترام القانون والاحتكام للقضاء وعدم اللجوء لأخذ الحقوق بالقوة أو بسلطة الأمر الواقع أو حسب هوى النفس ،وهنا نؤكد على استقلالية وحصانة القضاء لحماية الحقوق والحريات ( العدل أقل تكلفة من الظلم والأمن أقل تكلفة من الحرب).
هذه التحديات التي تعيشها بلادنا لا بد من الإعتراف بها ومواجهتها وان نعمل على معالجتها جميعاً حكومةً وشعباً ، وهنا نؤكد ترحيبنا بمبادرة السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدك وندعو الي الإلتفاف حولها ، كما أن هنالك مبادرات آخرى كثيرة طرحتها عدد من الجهات كلها تصب في إتجاه وضع المعالجات الكلية للأزمة السودانية ، ندعو الى توحيد كل هذه المبادرات في مبادرة واحدة تحقق التوافق الوطني الشامل بمشاركة كل السودانيين دون إقصاء لأحد .. طالما الهم واحد ، وهو المخرج الوحيد لنا لتحقيق أهداف ومطلوبات الثورة السودانية وصولاً الى ديمقراطية حقيقية عبر صندوق الإنتخابات.
الحضــور الكريــم ،،،
ختاماً… نصيحتنا لحكومة الأقليم ضرورة أن تعمل علىتوسيع ماعون المشاركة والشورى ، و مضاعفة مشاريع التنمية ، وإعادة النازحين واللأجئين واستقرار الرحل ، وفتح فرص الأستثمار في الأقليم ، والأهتمام بخدمات الصحة والتعليم وبناء الطرق ، والنهوض بإنسان الأقليم .. نجدد التحية والتقدير للمرأة والشباب والطلاب ورجال الإدارة الأهلية والطرق الصوفية ورجال الدين والتجار والمزارعين والرعاة ، ونشكرهم على هذا الإستقبال الكبير ، ووقوفهم لساعات طويلة .
وندعو الله تعالى أن يحفظ بلادنا وشعبنا ويحقق تطلعاتنا في الحرية والسلام والعدالة .. والتنمية والأستقرار .
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته