بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (16) كضبة.. كضبتين..
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (16)
كضبة.. كضبتين..
كنت حريصا أن أكون في مكتبي منذ الساعة السابعة صباحا وتمتد حتى السادسة وأحيانا كثيرة بعدها… فهناك أشياء كثيرة لابد من التجهيز لها..
زيارات الوفود واستقبال المتحدثين من خارج اللجان ومقابلات صحفية والتصريحات للمنبر الإعلامي يوميا بما يجري وكان ذلك ياخذ وقتا حتى الساعة التاسعة صباحا…
ثم الانتظار للمشاكل التي تأتي يوميا من اللجان.. كانت المشاكل تبدأ في الإتيان بعد الساعة العاشرة…فكانت تأتي من جميع الاتجاهات…
كانت إذا حدثت مشكلة ما في إحدى اللجان فإن أعضاء اللجنة يطلبون من رئيس اللجنة أن يأتي لهم بالامين العام للحوار داخل اللجنة… (جيب لينا الأمين العام دا هنا..) فيأتي رئيس اللجنة وينقل طلبهم بأن اللجنة تطلب حضورك لها لحل الأشكال الذي طرأ.. في هذه الحالة لابد من الاستجابة الفورية للطلب والا سيفسر بأشياء أخرى..
ونذهب سويا ودائما كان يتم التوصل إلى حل الإشكالات برضى اللجنة للحل المقدم… في ذلك اليوم لم يأتي رئيس اللجنة ليطلب حضوري للجنة ولكن أتى وفد من أحد اللجان فعرفت أن هناك مشكلة كبيرة بدليل انهم تخطوا حتى رئيس لجنتهم…
وكان معي في تلك اللحظة احد رؤساء الاحزاب الكبيرة وعضو اللجنة التنفيذية فطلبت منه أن يرافقني لتلك اللجنة لحل الاشكال فاستجاب وذهبنا سويا ووجدنا اللجنة تغلى.. فبدأت في سماع المشكلة وفي هذه الحالة لابد أن تسمع من كل من يريد التحدث لحساسية الأمر..
وبدأت بالحديث… بأني لست سياسيا كما تعرفون واني أقف على مسافة متساوية من الجميع وحددت لهم مقترحات الحل فوافقوا على احد الحلول برضاء تام وشكرتهم وواصلوا اجتماعهم…
خلال كل هذه الفترة كان رفيقي صامتا ولم يتحدث ولم يطلب حتى التعليق وغادرنا اللجنة وفي الطريق إلى المكتب بصوت منخفض قال لي… قلت لي انك ماسياسي… أجبت له نعم… قال لي والله انت اكبر سياسي بس داير ليك كضبة كضبتين في كلامك عشان تبقى سياسي بالجد…..
بروف هاشم على سالم