الإفتاء المصرية ترد على إعلان فتاة زفافها من كلب

وكالات اثيرنيوز

أثارت بلوجر مصرية تدعى هبة مبروك ضجة واسعة بنشر صور لها قالت إنه من حفل زفافها على “كلب”، وارتدت خلاله فستان الزفاف وكتبت تعليقا على الصور: “ضل كلب ولا ضل.. كملوا انتوا بقى”. لتعلن فيما بعد عبر حسابها على “إنستغرام” أن هذا كان مجرد جلسة تصوير وليس زواجًا، واستمر انتقاد زواج هبة مبروك والكلب رغم تأكيد البلوجر أنه على سبيل المزاح.

وفي هذا السياق كشفت دار الإفتاء المصرية، أن المزاح في الدين الإسلامي له آداب وضوابط يجب على المسلم مراعاتها، حيث حددت الشريعة الإسلامية إطارًا بضوابط وآداب لهذه الغريزة الفطرية تعمل من خلاله دون أن تميل أو تَحيدَ عن جَادتها.

وأكدت الدار، في بيانٍ اعتبره بعض المتابعين رداً على واقعة إعلان فتاة زواجها من كلب، أن من حسن الأخلاق عدم المزاح فيما عظّم الدين أمره كـ “الزواج” من أجل البحث عن الشهرة والحصول على عدد من “اللايكات والمتابعات”، فانتقاص وازدراء الشعائر الدينية التي الأصل فيها التعظيم أمر منهي عنه؛ قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].

آداب وضوابط المزاح
وقالت الإفتاء، إن للمُزَاحِ –وهو الكلام الذي يُرَاد به المُدَاعبة والملاطفة- أصلا في الشريعة؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله لامرأة: “لا يدخل الجنَّة عجوز” رواه الترمذي، وروى الطبراني حديثَ ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنِّي لأمزح، ولا أقول إلَّا حقًّا”، ومازح النبي صلى الله عليه وآله وسلم طفلًا حين مات عصفوره؛ فقال له: “يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْر؟”.

وما ذلك إلَّا لأنَّ غريزة النفس البشرية تميل للبشاشة واللطافة، وتَأنَف العُبُوس والكآبة؛ ومع هذا فإنَّ الشريعة الإسلامية حَدَّدت إطارًا بضوابط وآداب لهذه الغريزة تعمل من خلاله دون أن تميل أو تَحيدَ عن جَادتها.

وأضافت الإفتاء أن من هذه الآداب: ألَّا يشتمل المُزَاح على قولٍ مُحَرَّم؛ كالغيبة أو النميمة؛ قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: 12]، وفي الحديث المتفق عليه: «لا يَدْخُل الجنةَ نمَّامٌ»، أو اشتماله على فِعْلٍ مُحرَّم؛ كانتقاص وازدراء الشعائر الدينية التي الأصل فيها التعظيم؛ قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].

ومنها أيضًا: البُعْد عن الكلام الفاحش، وتَجنُّب سيء الحديث؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ» (أخرجه البخاري في الأدب المفرد).

ومنها: ألَّا يتضمن المُزَاح إلحاق الضرر –بكل أنواعه- بالغير؛ ففي الحديث: «لا يحل لمسلم أن يُروِّع مسلمًا»، فإيذاءُ الناس مذمومٌ في الشرع، وقد وَرَد المنع والتحذير منه؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].

والذي يَحْمِل الشخص على تحقيق ذلك وامتثاله: تَذَكُّر قول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 18]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم» رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *