بروف هاشم علي سالم يكتب..خربشات على جداريات الحوار.. (14) عملية إخراج رايش..
بروف هاشم علي سالم يكتب..خربشات على جداريات الحوار.. (14)
عملية إخراج رايش..
من ضمن الحركات المسلحة التي أتت للحوار هناك بعض السيدات اللاتي يتقلدن مناصب عسكرية رفيعة في تلك الحركات..
ومن ضمنهن كانت إحداهن تتقلد منصبا كبيرا وكانت تاتي لاجتماعات اللجان وهي باللباس الرسمي وترتدي الكدمول أيضا.. كانت لا تتحدث كثيرا ومعها حرسها الخاص يلازمها في كل تحركاتها… لاحظت يوما أن مشيتها على الأرض ليست على مايرام وكأن شيئا حدث لرجلها..
اضطررت يوما أن اسألها ماذا أصاب رجلك.. أجابت بأنه حادث بسيط.. باغتها بسؤال آخر هل هو حادث عندنا هنا ام هناك… ففهمت كلمة هناك وما اقصده بها… فقالت هناك ولكنه حادث قديم..
وعندما أصبحت أكرر لها السؤال كلما التقيها فقد قررت أن تبوح بسر ذلك الألم ويبدو أنه قد استفحل واصبح لا يحتمل.. فأعلى قدمها كان منظره لا يحتمل… فكمية من رايش بعض الذخائر كان مستقرا هناك.. عرضت عليها أن نأخذها إلى مقابلة الطبيب فورا ليرى ماذا يفعل وليذهب معها حرسها ومندوب من الأمانة العامة للحوار لمقابلة الطبيب… يبدو أن الألم اجبرها على القبول بالذهاب إلى الطبيب وفعلا تم ذلك وأتخذ الطبيب قرارا بإجراء عملية سريعة لإخراج الرايش من الرجل حتى لا تخسر الرجل وتمت العملية بنجاح وزارها عدد كبير من المشاركين في الحوار من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة وخرجت ومازال مندوب الأمانة يتعهدها بمستلزمات العلاج حتى شفيت تماما…
هذه الحادثة البسيطة فعلت الأفاعيل وخلقت جوا من الثقة والترابط بين المشاركين في الحوار من الحركات المسلحة والشق المدني من السياسيين والشخصيات القومية… هذه الحادثة الصغيرة فتحت مجالا اجتماعيا كبيرا وخلقت علاقات أسرية بينهم فكانوا يتزاورون فيما بينهم َاحيانا يرتبون رحلات ترفيهية في عطلات الجمعة… هذا الشعب المدهش لن تجد له مثيلا في العالم… كانوا يحاربون بعضهم والان يغنون ويرقصون سويا..
تركوا بنادقهم وأتوا يبحثون عن حلول من غير دماء فالرصاصة كانت تصول لعشرين عاما ولم تقدم حلا ولم تأتي بسلام ولكن الحوار سيأتي بالسلام… سلام ابيض كسريرة السودانيين البيضاء… فقد انتهى وقت نزيف الدماء وأتى وقت نزيف العرق للأرض السمراء من رجالها السمر…
برف هاشم على سالم