بروف هاشم علي سالم يكتب..خربشات على جداريات الحوار…(13) رفض وجبة الإفطار
بروف هاشم علي سالم يكتب..خربشات على جداريات الحوار…(13)
رفض وجبة الإفطار
طيلة أيام الحوار كانت قاعة الصداقة تقدم وجبة الإفطار للأعضاء المشاركين في لجان الحوارالست..
وكان الأمر يمر بسلاسة وفي مواعيد صارمة حتى يلحق المشاركون الجلسة الثانية لأنه كان هناك جلستان في اليوم لكل لجنة ويفصل بينهما فسحة لتناول وجبة الإفطار وذلك لكيلا ينقطع سيل أفكار الأعضاء بالذهاب بعيدا عن مقر لجانهم بحثا عن وجبة الإفطار… مر زمن طويل ولم تأتي اي شكاوى لهذا الترتيب..
وفي ذات يوم اسمع جلبة كبيرة وأصوات غاضبة و تجمعات كبيرة أمام مكتبي… وإذا بالباب يفتح بقوة وإذا بالترولي الذي يحمل صناديق وجبة الإفطار يدفع بعنوة إلى داخل المكتب.. قلت في سري من قابلت صباح هذا اليوم…
ودخل عدد كبير إلى داخل المكتب والزبد يتطاير من شدة الغضب… استفسرت ظنا مني أن هناك مشكلة في نوعية الإفطار لكنهم لم يردوا ووضعوا أمامي إحدى الصحف وبها خبر في الصفحة الأولى وبالبنط العريض اي الخبر الرئيسي لتلك الصحيفة…
الخبر يقول ان وجبة الإفطار للفرد تكلف 40 جنيها للمشاركين في لجان الحوار… وذكروا انهم تركوا مصالحهم واقفلوا موارد رزقهم كلها واتوا من أجل الوطن وبعد هذا كله يتم اذلالنا بأننا كلفنا الوطن ثمن إفطار..
اجلست بعضا منهم وطمانتهم بأن الذي يدفع ثمن الإفطار الان هو الشعب السوداني بأسره وهو ينظر لكم وينتظركم بأن تحلوا له مشاكله وليس هي الحكومة التي تدفع ثمن الإفطار.. وان هذه الصحفية يبدو أنها جديدة في المهنة ولا تدري انعكاس ماكتبته لصحيفتها… ووعدتهم بمعرفة الحقيقة والوقوف بقوة لرد الاعتبار..
تم الاتصال بالصحيفة وشرحت لهم ما آثاره خبرهم في صفحتهم الأولى وان الخبر غير صحيح حتى في السعر الذي أوردته الصحيفة وطلبت منهم تحري الدقة وسؤال الصحفية التي أوردت الخبر… وتم ذلك فعلا… واتصل رئيس تحرير الصحيفة معتذرا.. وطلبت منه أن تكتب الصحيفة اعتذارا لخبرها في الصفحة الأولى ووعد و نفذ وعده فعلا…
اتضح أن تلك الصحفية أتت الي قاعة الصداقة وذهبت إلى قسم التسويق ويبدو أن لها مناسبة وسألت عن سعر وجبة معينة ثم اردفت كم تكلف الوجبة إذا أردتها مثل وجبة المشاركين في الحوار فأجابها المسؤول وذكر لها ستكون بمبلغ 30 جنيها…
ويبدو أنها أرادت أن تعمل ضجة وسبق صحفي دون أن تدري انها مست كبرياء وطن كامل يمثله سياسيون و شخصيات قومية خسر بعضهم إيرادات موارد رزقه في تلك الفترة وأتى من أجل الوطن..
تم إبلاغ مدير القاعة بتنبيه الشخص الذي قابل الصحفية ولكن مدير القاعة أوقف ذلك الموظف من العمل لأنه ليس الشخص المسؤول عن الردود لمثل هذه الحالات… الغريب في الأمر أن الأعضاء الذين رفضوا وجبة الإفطار عرفوا بفصل هذا الموظف.. فاتوا ثانية إلى المكتب وطلبوا ارجاع هذا الموظف إلى عمله مرة أخرى ولن يتسببوا أو يكونوا سببا في قطع رزق مواطن سوداني وهم اتوا من أجل إيجاد حلول للوطن وللمواطن السوداني وفعلا تم إرجاع ألموظف إلى عمله… عجيب انت يا سودان
واعجب منك مواطنك..
بروف هاشم على سالم