قيادات بالشرق ترفض موقف “ترك” وتتبرأ من دعوته لإسقاط الحكومة
اثير نيوز
قوبل التصعيد الذي دعا له رئيس المجلس الأعلى للنظارات والعموديات المستقلة بشرق السودان؛ الناظر سيد محمد الأمين ترك، لإسقاط الحكومة؛ قوبل هذا التصيد بالرفض من قيادات أهلية، وقوبل بسخطٍ سياسي، واعتبروا أن ترك يريد أن يحدث صراعات داخلية بين المكونات الأهلية في الإقليم، وتمسكت تلك القيادات برفضها لمسار الشرق الذي جاء ضمن اتفاقية “سلام جوبا”، وشددت بضرورة تطبيق مخرجات مؤتمر السلام والعدالة الذي عرف بـ”مؤتمر سنكات”، بينما تصاعدت الدعوة بتقرير المصير لشرق السودان، وأبدى سياسيون بولايات الشرق سخطهم من حديث ترك الداعي لإسقاط حكومة الثورة، وأكدوا أنهم مع مطالب الأهالي باعتبارها مطالب حقيقية وجماهيرية وذات حقوق تاريخية، وتعهدت القوى السياسية بدعم الحكومة لتحقيق الحكم المدني والتحول الديمقراطي.
انفجار الأوضاع
وفي شهر مارس من العام الحالي، أكد الناظر ترك أنهم كقيادات أهلية بشرق السودان لا يُحبذون إسقاط حكومة الثورة هذه، بينما يعملون بكافة وسعهم من أجل وحدة الصف والمكونات بشرق السودان، وفي ذلك الحين طالب الناظر ترك الحكومة بالجلوس إلى الكيانات الأهلية والسياسية كافة، بالمنطقة؛ بغية الخروج برؤية مشتركة حول قضايا الإقليم، ولم تمضِ من هذه الدعوة بضعة أشهر، إلا وتغيرت لهجة “ترك”، وصرح بالتصعيد، ودعا لإسقاط الحكومة، فيما أكدت قيادات بالمجلس الأعلى لنظارات البجا أن دعوة ترك للتصعيد لم يكن هذا توقيتها، واتهمت في الوقت ذاته قيادات لم تسمِّها داخل المجلس بأنها وراء هذه الدعوة، بهدف تحقيق المكاسب الشخصية؛ وإشعال الصراع بين المكونات الأهلية بولايات الشرق الثلاث، ودعت تلك القيادات المكونات الأهلية بأن لا تجرفها تلك الدعاوى التي تهدف إلى زعزعت أمن المنطقة، ولفتت إلى أن التصعيد في هذا التوقيت يعني مزيداً من الفوضى وانفجار الأوضاع في الإقليم، وحذرت قيادات أهلية الحكومة بأن لا تتهاون بتلك الدعوات التي تأتي من قبل الأهالي، سيما التى تقودها قيادات سياسية، وأشارت تلك القيادات إلى أن ثمة مساعي وعملاً منظماً تقوده قيادات من النظام المُباد من أجل إحداث صراعات بين المكونات الأهلية بإقليم شرق السودان لتستند على المكونات الاثنية، وطالبت بعدم الزج بالمكونات الأهلية في الشأن السياسي وتنفيذ المكاسب الذاتية، في وقتٍ دعت فيه لعدم التهاون بالتصعيد الذي دعا له ترك، والداعي لإسقاط الحكومة.
نظام ظالم
وأكد القيادي بتحالف الحرية والتغيير، رئيس الحزب الاتحادي الموحد، في ولاية كسلا، محمد الحسن إحمير، أكد أن القوى السياسية بشرق السودان، مع رؤية المجلس الأعلى للنظارات الداعية إلى معالجة قضايا شرق السودان التى طرحها الأهالي في مؤتمر سنكات، وأكد وقوف القوى السياسية مع مطالب الأهالي التي تعتبر مطالب حقيقية وجماهيرية وذات حقوق تاريخية، منوهاً إلى أنهم كقيادات سياسية يمثلون الشرق سيظلون داعمون لمطالب البجا، وسيدعمونها بكل ما لديهم، فضلاً عن دعمهم لمطالب الناظر ترك التي تدعو إلى تحقيق مطالب البجا، وقال إحيمر الذي تحدث لـ (الحراك): “إن رؤية القوى السياسية لا زالت تنادي بضرورة أن يحدث تغيير كامل في شرق السودان”، وطالب بضرورة أن تراجع السلطات قضية الهُوية، إلى جانب تطبيق مخرجات مؤتمر سنكات، مشدداً بضرورة تطبيق الحكم الذاتي بالإقليم من أجل أخذ حقوق أهالي الشرق التي انتهكت، وقطع بأن الأحزاب السياسية ستظل داعمة لثورة ديسمبر العظيمة قلباً وغالباً، وأضاف: “نحن نؤمن أن هذه الثورة قامت ضد نظام ظالم ديكتاتوري وقاهر أضاع ثروات البلاد”، وتابع: “نحن لن نتراجع عن هذه الثورة ولا ندعو لإسقاط حكومتها حتى نحقق الحكومة المدنية ويتحقق نظام ديمقراطي حر مدني”، وأردف: “يُحمد للحكومة أنها قامت بتجميد مسار الشرق في اتفاق جوبا، ونحن لن نعترف به، ونعمل على مناقشة قضايانا كإقليم بمنهج السلمية التي جاءت به ثورة ديسمبر”.
مصالح خاصة
وقال القيادي بالمجلس الأعلى لنظارات وقبائل البجا؛ حمد إركاب محمد: ” إن هنالك أشخاصاً داخل المجلس يعبرون عن مصالحهم الخاصة” مؤكداً أن بعض القيادات بالمجلس ظلوا يحتمون بالمجلس الأعلى لنظارات وقبائل البجا لتنفيذ أجندتهم الشخصية، مشيراً إلى أن عمل المجلس ورؤيته ينبغي أن ترتكز حول عمل الإدارات الأهلية كترسيم الحدود بين مناطق الإقليم ومناقشة أمر الهُوية”، مبيناً أنهم كقيادات أهلية بولاية البحر الأحمر يدعمون عمل المجلس فيما يخص عمله في ملكية الأرض شريطة ألا يتدخل في العمل السياسي، وأضاف: “إذا لم يلتزم المجلس بذلك عليه أن يتحمل أي خطأ ويتحمل نتائجه”، منوهاً إلى أن المجلس الأعلى للبجا لا يمثل أهالي الإقليم كتوجه سياسي بينما أنه يمثل الأهالي في عمل الإدارات الأهلية، وحذر اريكاب بحسب الحراك ، من استغلال إسم المجلس وتمرير أجندة سياسية، وتابع: “نقول للذين ينتهزون كيان المجلس للتعبير عن أجندة سياسية دعماً لمصالحهم الخاصة أو سياسة النظام البائد هذا أمرٌ مرفوض”، وقطع بأن هذه الثورة جاءت من أجل الشعب السوداني في سلميتها التي عرفها الجميع، وأردف: “الموقف الذي طرحه الناظر ترك لا يمثلنا” ومضى قائلاً: “الهتافات التي انتشرت في الميديا كانت من قبل شباب يمثلون بعض الكيانات السياسية يدعون إلى إسقاط النظام وهؤلاء لا يمثلوننا”، وزاد: “نحن مع الثورة ومع تصحيح مسار الثورة في طريقها الصحيح”، موضحاً أن موقفهم من اتفاق جوبا ومسار الشرق ما زال مرفوضاً.