من السبت إلى السبت الصحفي الكبير كمال حامد يكتب.. مهلا و اهلا أيها النوت(33)
من السبت إلى السبت
الصحفي الكبير كمال حامد يكتب..
مهلا و اهلا أيها النوت(33)
** لا حول و لا قوة إلا بالله، لم أكن اتمنى ان انعي اليوم استأذنا الكبير و شيخ الصحفيين السودانيين المغتربين و قدوتهم و مصحح مسارهم، استاذ الخيال الطيب محمد عبد الرازق الشهير بالطيب شبشة.
** حللنا في السعودية منتصف سبعينات لقرن الماضي و وجدناه هناك ضمن الفريق الكبير من خيرة صحفيينا الذين حضر للسودان رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك و عاد للرياض و في معيته أعمدة صحيفتي الايام و الصحافة العريقتين، فريق قاده الطيب شبشة و ضم الأساتذة الكبار، على ياسين، حسن مختار، جاهوري، و آخرين، كانوا دعامة للصحيفة، و انتشرت سمعتهم، و كان ذلك من أسباب استعانة كل الصحف السعودية بالسودانيين في السبعينات.
** ليت الذاكرة و الزملاء يساعدوني لنتذكر تلك الأقلام التي استمرت حاملة لواء سمعة الصحافة السودانية و منهم في صحيفة المدينة الأساتذة هاشم كاروري، حسين حسون، وراق، عبد الباسط، معاوية ياسين، عبد الله عباس الذي انتقل الان لصحيفة عكاظ العريقة، التي كانت محطتي الأولى و سبقني الأساتذة سباعي عثمان، عكاشة محمد طه،بيرم، كباشي، عبد العظيم عوض، و أتى بعدي الأساتذة عثمان عابدين، عثمان سيداحمد، الشاعر عبد العال السيد، ياسر شقشقة، و في صحيقة البلاد الأستاذ الفاتح محمد الأمين و في صحيفة اليوم بالدمام الأساتذة محمد عبد الرحمن، الكاريكاتير بدر الدين مصطفى، جبر الله عباس، صلاح الحسن، صلاح مضوي، حسام أبو العزائم و مهند كمال حامد. و في صحيفة الشرق الأوسط و عرب نيوز الاستاذ السر سيداحمد، و في صحيفة الرياض الأستاذ جعفر الرياضي، و في صحيفة الندوة الأستاذ أحمد الحب.
** نترحم على من فقدناهم من الزملاء المغتربين، و اعتذر لمن لم تسعفني الذاكرة السبعينية من ذكرهم، و نسأل الله العافية لمن ينتظر.
**أعود لمن فقدناه هذا الأسبوع الأستاذ الطيب شبشة و كان من جيل الرواد في الخمسينات و خزانة تاريخ و توثيق للصحافة السودانية مع استاذ الأجيال محجوب محمد صالح أطال الله عمره، كنت استغل كل دقيقة لاسمع الطيب شبشة لأنهل من علمه و خبرته، و في السنوات الأخيرة لم أكن افارقه في زياراته للبلد و كان يقيم مع صديقه الأستاذ علي ياسين.
** انتهزت فرصة لاحشد أربعة من قمم الصحافة السودانية في حلقة من برنامجي السهرة لمة حبان، و اي قمة أن لم تكن الطيب شبشة، عبد الله عبيد و كمال حسن بخيت، رحمهم الله و أطال عمر الاستاذ ميرغني ابوشنب.
**ليت الأخوة في فضائية الخرطوم يعيدون بث هذه السهرة المليئة بالتاريخ و المواقف، و الطرائف، و فيها سمعت بأن شبشة كان من الصحفيين القلائل الذين يدخلون على مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني رضي الله عنه، و ابتسمت حين ذكروا أن مولانا كان يداعب الطيب بأنه الا يزال شبشة و لم يتحول إلى كربة؟
** الطيب شبشة كان الوحيد الذي يكتب افتتاحية صحيفة الجزيرة مع رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك، و تحايلت عليه مؤخرا ليشاركنا بمقال في صحيفة الانتباهة، و كان مقالا من عظمة مقالات جيل الرواد.
** كنت على اتصال يومي معه، هو في الرياض و إنا في المدينة المنورة، و لما غادرت إلى الإمارات، تواصلنا عبر رسائل التواصل يوميا حتى آخر رسالة جاءتني منتصف الأسبوع من نفس الهاتف، تنعى (والدنا الطيب شبشة).
** رحمك الله استاذ الأجيال، و جزاك خيرا كثيرا لما قدمته من جهد و عمل و دروس وطنية مهنية ستكون خالدة بإذن الله، و العزاء لاسرته الصغيرة أبنائه عبد الله و احمد و حمد و والدتهم المكلومة و أسرته الكبيرة التي هي كل السودان و شرائح من مجتمع السعودية الصحفي، و انا لله و إنا إليه راجعون.
** تواصل الفقد، و احزنني رحيل عدد كبير لا أعرفهم و لكنني أكثر حزنا و منهم عشرون نفسا في عطبرة من مصابي انهيار احد مواقع التعدين الاهلي، و آخرون جراء حادث مروري قاتل بالقرب من الزيداب، غادر العشرون مستشفى عطبرة في جنازة جماعية إلى مقابر الشرقي، رحمهم الله.
**من الذين احزنني رحيلهم و لا أعرفهم و هم أربعة جراء حادثين مرورين مروعين في العاصمة القطرية الدوحة، أحدهم العداء السوداني الأصل عبد الإله هارون، بطل قطر و اسيا و حامل برونزية العالم في سباق ٤٠٠ متر، و كان المرشح الأبرز لذهبية دورة طوكيو الأولمبية.
**اخوتنا في الدوحة شيعوا اسرة سودانية كاملة تتكون من الاب محمد خلال الدين و زوجته زينب أحمد و طفلهما الوحيد، الذين راحوا نتيجة سائقة متهورة تجاوزت الإشارة الحمراء لتضع نهاية أسرة كانت تستعد للعودة النهائية للوطن هذا الأسبوع،
** جن جنوننا و قد اتانا خبر غير مؤكد لرحيل استاذ الدراما الممثل المخرج محمد السني دفع الله، و انهالت الاتصالات منا لاخوتنا في الدوحة و رد علينا الأساتذة هاشم كرار و عمار عبد الرحمن و محمد الكبير الكتبي، بأن المتوفى و سبحان الله اسمه محمد السني و هو من أبناء مدني،و هاتفنا زميلنا السني بأسلوبه الساخر، بأنه حي يرزق و ايقظته الاتصالات من نومة و شخرة عميقة.
** توفي احد ابرز أطباء العظام و إصابات الملاعب البروفيسور العالم زهير مكي الذي عمل مع الرياضيين و الفرق القومية و كليات الطب، بلادنا فقدت علما و عالما كبيرا.
** ام المدائن عطبرة فقدت هذا الأسبوع العديد من فلذات كبدها، خالنا السيد أحمد القوصي أشهر تجار الفاكهة و رائد اول محل للعصائر الطازجة المخلوطة (جنة الفواكه) و الذي اشتهر محله بما يعرف بكرسي الفنان الخالد حسن خليفة العطبراوي، حيث كان يجلس فإننا الكبير طيلة النهار، و أصر المرحوم أحمد القوصي ليخرج الكرسي و يظل مكانه دون أن يستخدمه احد،
** أهلنا ال القوى من أشهر الأسر الكريمة في عطبرة و دنقلا، و مقابر عطبرة التاريخية يسمونها(شيخ احمد) و هو الحاج أحمد القوصي المتوفى عام ١٩٢٨م.
** عطبرة فقدت الشاب فارس على محجوب طالب الطب الذي توفى فجأة، و كذلك فقدت أسرة شيخ الجزارين ابشر التوم ابنهم محمد عبد العزيز ابشر التوم.
** من العاصمة السعودية جاءنا خبر وفاة الرياضي الكبير الأستاذ صلاح بشير بكراوي رئيس رابطة مشجعي الهلال بالرياض، و الفنان الشاب مصطفى قرع.
**رحم الله الصحفي المراسل الشهير بالنيل الأبيض الأستاذ بابكر الجاك و اسكنه الجنة و اسكن كل موتانا و إنا لله و إنا إليه راجعون،