بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (11).. ايقاف تنفيذ إعدام.. ج
خربشات على جداريات الحوار (11)..
ايقاف تنفيذ إعدام.. ج
اذكر ان الرئيس اتخذ قرارا في نهايات الحوار بالعفو على كل المحكومين بالإعدام من الحركات المسلحة وكان عددهم 159 محكوما وأحدث القرار انفراجا كبيرا في الاحتقان السياسي..
ولكن كما يقولون في المثل.. الحلو مايكملش.. بعد اسبوع واحد فقط من القرار أتت حركة مسلحة مشاركة في الحوار وذكروا أن أحد منسوبيهم من الحركة سينفذ فيه حكم الإعدام..
ودار النقاش بأن عفوا صدر لكل المحكومين بالإعدام من الحركات المسلحة فلماذا لم يشمله العفو.. تمت مراجعة قائمة المعفو عنهم وفعلا لم نجد اسم منسوبهم في قائمة المعفو عنهم وكانو 159 فردا.. والسبب كان أن منسوبهم هذا كان مسجونا في بورتسودان وليس في الخرطوم…
ويبدو أنه قد تم نسيانه في القائمة لذا صدر قرار تنفيذ حكم الإعدام عليه لأنه لم يكن في قائمة المعفو عنهم واذكر انه كان أستاذا جامعيا يدعي توتو..
ويبدو أن قبلية المهنة اججت شيئا في داخلي فالرجل استاذ جامعي… وكالعادة كتبنا الخطاب لتأجيل تنفيذ حكم الإعدام.. وفي القصر لم نجد الرئيس ولم نجد نائبه موجودا والتنفيذ أيضا حتى بورتسودان يتم في الساعة الثالثة ظهرا..
يبدو أن ملكا ما قد امن على مخاوفي كيف اذا لم أجد الرئيس ونائبه في يوم ما وامامي حكما بتنفيذ إعدام ونحن نسعى لتأجيله.. كمية من الإحباط والهم داهمتنا.. ولكن لابد من التصرف.. ذهبت مباشرة إلى وزير شئون مجلس الوزراء.. د فضل.. وشرحت له الحال وأنه الان لأنه الوزير الأول عليه أن يتخذ هذا القرار..
ودخلنا في نقاش إذا لم يوقف تنفيذ هذا الحكم فإن الإعلام العالمي كله سينسي قراركم بالعفو عن الآخرين وسيبرز هذا الإعدام بأنكم تعدمون منسوبي من شارك في الحوار..
الرجل يعرف حدوده تماما ولكني طمأنته بأني سأكون مسؤولا معه في هذا القرار وبدأ الرجل في اتصالاته مع بورتسودان حتى تكللت بالنجاح..
وعندما وصل قرار تأجيل حكم الإعدام إلى بورتسودان كان المحكوم عليه قد لبس ملابس الإعدام وكان في طريقه إلى مكان التنفيذ.. لكن أجل الله لم يأتي لأنه إذا جاء لن يؤخر لكننا كنا سببا في إنفاذ مشيئة الله أن ينجو د. توتو من الموت…
بروف هاشم على سالم