السودان يرفع أسعار الوقود.. أول زيادة منذ إلغاء الدعم
وكالات اثير نيوز
قال وزير الطاقة السوداني، جادين على عبيد، الخميس، إن بلاده رفعت أسعار الوقود للمرة الأولى منذ رفع الدعم.
وأكد وزير الطاقة لـ “العين الإخبارية”، أن قرار زيادة أسعار الوقود، اتخذته لجنة مراجعة أسعار الوقود.
وارتفع سعر البنزين من 290 جنيها سودانيا للتر إلى 320 جنيها، في حين صعد سعر الديزل إلى 305 جنيهات للتر من 285 جنيها.
وأرجع الوزير السوداني أسباب الزيادة نتيجة لارتفاع السعر العالمي للخام، حيث تجاوز سعر برميل النفط 74 دولارا للبرميل، مشيرا إلى انعكاس ذلك على الأسعار المحلية.
لافتا إلى وجود لجنة بوزارة الطاقة تقوم بتقييم ودراسة أسعار الوقود شهريا حسب السعر العالمي من ثم تحدد السعر الجديد إما بالزيادة أو النقصان.
بينما انتقد عدد من المواطنين تحدثوا لـ”العين الإخبارية” زيادة أسعار الوقود وتأثيرها على الحياة في ظل التدهور الاقتصادي الحالي بالبلاد.
وأكد المواطن أحمد علي إغلاق عدد من محطات الوقود اليوم منذ انتشار خبر زيادة الأسعار.
وقال إنه “بعد الزيادة الجديدة سيكون الوضع في غاية السوء بالأخص بالنسبة لزيادة أسعار المواصلات حيث تبلغ قيمة تذكرة الحافلة في السابق من المحطة الوسطة بحري إلى الكدرو شمال الخرطوم بحري ٢٥٠ جنيه بعد الزيادة توقع بأن تصل ٣٥٠ جنيه أو أكثر”.
بدورها، قالت المواطنة فاطمة عمر “في العقد الرابع من عمرها وهي موظفة باحدي الشركات”، إن زيادة الأسعار ستزيد معاناة المواطنين خاصة وأن البلاد تشهد تدهورا في الوضع الاقتصادي بصورة عامة.
ودعت فاطمة الحكومة للبحث عن حلول غير زيادة أسعار الوقود لأنها ستؤثر على الوضع المعيشي.
وأضافت أنها تسكن منطقة الحلفاية شمال الخرطوم بحري وتحتاج يوميا نحو ألفين جنيه للمواصلات، وتناول وجبة الفطور في العمل.
وحرر السودان أسعار البنزين والديزل بالكامل في يونيو/حزيران الماضي، بما يتماشى مع إصلاحات يراقبها صندوق النقد الدولي، مما أدى إلى تضاعف الأسعار تقريبا على الفور.
ونتيجة للإصلاحات، سُمح للسودان بالسعي إلى تخفيف أعباء الديون الخارجية البالغة 56 مليار دولار في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وأضاف الوزير “إذا انخفض السعر العالمى الشهر المقبل، سيتم خفض الأسعار، وهذه سياسة تطبق فى معظم دول العالم”.
إلغاء دعم الوقود
وألغي السودان في 9 يونيو/ حزيران الماضي، الدعم عن الوقود، وقرر زيادة أسعار الوقود بنسبة اقتربت من 100%، إذ بلغ سعر لتر البنزين 290 جنيها بدلا عن 150 جنيه، فيما صعد سعر لتر الجازولين إلى 285 جنيها بعد أن كان في حدود 125 جنيها في السابق.
ولاحقاً، أعلن وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، أن الحكومة قررت إرجاء رفع الدعم عن القمح، وغاز المنازل، والكهرباء، مؤكداً أنه لم يتم إلغاء دعم هذه السلع هذا العام.
وخلف رفع أسعار البنزين، والجازولين، حالة من الخوف والقلق بالشارع السوداني وذلك مع توقعات الخبراء بأن يؤدي القرار إلى ما وصفوه بـ”توقف عجلة الاقتصاد السوداني” إثر شلل محتمل سيصيب القطاعات الإنتاجية والنقل.
لا بديل للإصلاح
ويأتي رفع أسعار الوقود ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية تقودها حكومة السودان منذ أشهر بإشراف صندوق النقد الدولي، وقضت في وقت سابق بتعويم جزئي لسعر صرف الجنيه، وخفض الدعم الموجه للكهرباء.
ودافع وزير المالية بشدة عن الزيادات التي جرى تطبيقها على أسعار البنزين والجازولين، واعتبرها ضرورية لمعالجة اختلالات وتشوهات الاقتصاد السوداني واندماجه في مجتمع التنمية العالمي.
وقال “لا حل إلا من خلال هذه الإصلاحات وحتى لو جرى إسقاط هذه الحكومة فإن النظام الذي سيأتي بعدها ليس له مخرج غير هذه الإجراءات الإصلاحية”.