بروف هاشم علي سالم يكتب..خربشات على جداريات الحوار (5) … “مكالمة السيد الصادق المهدي…”
خدبروف هاشم علي سالم يكتب..خربشات على جداريات الحوار (5)
“مكالمة السيد الصادق المهدي…”
كانت منهجية الحوار الا يقصي اي احد مهما كان من المشاركة في الحوار وتم تشكيل لجنة للاتصال بالممانعين من المشاركة لدعوتهم واقناعهم بالمشاركة… ومن أكبر الكيانات السياسية التي لم تشارك كان حزب الأمة القومي…
كان رئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي معارضا للنظام الحاكم ومستقرا في القاهرة.. عندما انتهينا من جمع التوصيات من اللجان الست وتبويبها اتصلت بسعادة السيد برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة القومي تلفونيا وطلبت منه التكرم بمقابلتي في قاعة الصداقة مقر الحوار..
فاستجاب الرجل مشكورا واعطيته نسخة من التوصيات على أن يسلمها للسيد الصادق المهدي في القاهرة والا يطلع عليها أحد لأن الرئيس لم يطلع عليها.. فاخذها سعادته مشكورا وسافر القاهرة وسلمها إلى السيد الصادق المهدي على أن يقرأها ويدلي لنا بأي ملاحظات فيها وان يتم ذلك خلال أسبوع من الزمن… فعلا اتصل السيد الصادق وشكرنا وتعهد بأن يقرأها ويرد عليها خلال أسبوع…
بعد ثلاثة أيام أتت مكالمة من القاهرة وإذا بالسيد الصادق المهدي هناك في الخط… ذكر بأنه قرأها من الغلاف إلى الغلاف.. سألته مارأيك فيها.. قال ماجاء من توصيات فيها كان أكبر من كل طموحاتنا…
سألته هل لديك أي توصية تعارضها قال لا… هل لديك أي توصية يمكن أن نضيفها ونعرضها للجنة المختصة فقال لا لم أجد أي توصية يمكن إضافتها… قلت له إذا لماذا انت خارج المشاركة…
فسأل عن رأي لجنة السبعة زائد سبعة فقلت له أن كرسيك مازال شاغرا في اللجنة وينتظرون حضورك… ثم اردف و ماراي رئيس الجمهورية.. قلت له أنه هو والشعب السوداني ينتظرون حضورك قبل لجنة السبعة زائد سبعة.. رد سعادته بأنه سيحصل خير ان شاء الله… كان السيد الصادق المهدي حكيما ينتقي كلماته بدقة متناهية ويجنح إلى الحلول الجذرية السلمية.. فقدناه وفقدته الأمة السودانية والعربية والإسلامية.. لكن أجل الله إذا جاء لا يؤخر.. فلم ولن ينقطع العشم في حواء السودانية بأن تنجب لنا أو تكون قد أنجبت من يحقق لنا فعليا من شعارات وتوصيات ويحولها إلى أرض الواقع في السلام والهوية والاقتصاد والعلاقات الخارجية وفي الحريات ونظام الحكم الذي يصلح حالنا.. ونعيش في بلد يستطيع أن يسع كل اجيالنا….
بروف هاشم على سالم