ربيع يكتب.. معركتنا مع الشيوعية والشيوعيين
نار ونور
د. ربيع عبد العاطي
لسنا ضد التغيير ، وتصحيح الأخطاء ، والبدء في مرحلة جديدة بموجبها تنعقد المقارنات ، وتصوب المسيرة لتستقيم بعد إعوجاج، حيث لا يصح إلا الصحيح ، ولكن هذا لا يعني بأية حال أن يرضى هذا الشعب بإهانة عقيدته، وترك العلمانيين وفي مقدمتهم الشيوعيين ليفعلوا ما يشاءون بفكرنا، وتراثنا، وقيمنا، القائمة على التوحيد، والتسامح، وتقديس شريعة السماء، والربط المباشر بين الدين، والدولة وبين المجتمع، ومن يحكمه.
ومعركتنا في الظرف الراهن هي معركة بين الشيوعية، وبيننا، وعندما أقول بيننا فإنني أعني كل مسلم بغض النظر عن تنظيمه، أو الهيكل الذي ينتسب إليه، ذلك لأن كلمة “كوز” لدى الشيوعين تعني بالدرجة الأولى كل الذين ينادون بالإسلام شرعة، ومنهاجاً، ولا فرق لديهم بين مؤتمر وطني، وآخر شعبي، أو إصلاح وتجديد، أو منبر للسلام العادل، أو جماعة يناصرون د. عبدالحي أو أحمد عبدالكريم أو غيرهم من أصحاب توجهات لا ترضى بغير الإسلام ديناً، وبغير محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم رسولاً ونبياً.
والمعركة ستكون في أوجها ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ذلك لأنني أعرف تماماً مدى جبن الشيوعية، والشيوعيين ومدى هشاشة الذين يؤيدونهم، بالنظر إلى الردود ، والإفادات لأتباعهم بوسائط التواصل الاجتماعي، وهي الردود التي تتجاوز حدود الأدب، وتميل نحو السخافة، والإنحطاط الخلقي، والكلمات النابية، وهذه مسألة طبيعية، لمن يعتبر بأن الدين أفيون الشعوب، وأن المبدأ لديه بأن الغاية تبرر الوسيلة، وأن لا إله، وأن الحياة مادة، حيث لا تجد لدعاة الشيوعية سقوفات يقفون عندها، وإنما هم يوجهون السهام الصدئة، والعبارات التافهة لخصومهم، دون مراعاة لقيم أخلاقية، أو عقائد دينية، ولا يؤمنون إطلاقاً بقول رسول هذه الأمة بأنه بُعث لإتمام مكارم الأخلاق.
ومعركتنا التي نخوضها اليوم ليست مع نظام سياسي، أفرزه التغيير، كما أننا لسنا ضد التحول الديمقراطي، أو إتاحة الحريات المسؤولة، أو الإنتخابات الحرة، والنزيهة، أو المحاكمات العادلة، وإجتثاث بؤر الفساد، كيفما كانت، ومن أي جهة تدعم، لكننا ضد الذين يؤمنون بدكتاتورية البروتاريا، ويمارسون الحقد الطبقي، ويواجهون الدين بالتحريف ، والضلالات، ويغسلون أمخاخ الشباب، بمثل الذي يفعلوه دائماً لتختفي قيم الإحترام، وتذوب الفوارق بين الصغير، والكبير، حيث لا توقير، ولا تقدير، وهذه هي القاصمة لظهر المجتمع، وظهر الدولة في آن.
والمعركة مع الشيوعيين هي المعركة الفاصــلة، ولا بدَّ أن يستعـد لهـــــا الإسلاميون، بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم، لتظل كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
والله أكبر، والعزة للإسلام، وواجب على كل مؤمن أن يصدع بعبارة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، و أن حي على الجهاد، وحي على الفلاح، ولا نامت أعين الجبناء.