بدلا من التباكي على حرائق النخيل، علينا تدوير مخلفاته
اثير نيوز
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
ghariba2013@gmail.com
بدلا من التباكي على حرائق النخيل، علينا تدوير مخلفاته…
أذكر أنني على إثر نشر مقالي السابق عن أسباب حرائق النخيل بسبب المخلفات وعدم النظام، وتقاعي جيل الابناء، والسواقي والنخيل الذي تفرق وارثوه، فضاع اهمالا بذهاب جيل الآباء، تلقيت الكثير من الرسائل واللتصالات، وكلها بهذا الصدد، ليثبتوا لي بأنك تريد صناعة العجلة.
ولكن تواصل من أحد الشباب، وقفت عنده، وسألني عن المعالجات ودحض لي كل المعالجات التي أشرنا اليها، وفي رائه أن العلاج الوحيد بإعادة تدوير مخلفات النخيل باستخدام معدات مخصصة لذلك، وسبق أن عرضت هذه المعدات للأهالي والأجهزة الحكومية المختصة، ولكنها لم تجد اهتماما.
فشجرة النخيل تتميز بارتباطها بهوية ومفردات البيئة السودانية المحلية، وبكرمها وعطائها الوافر الذي يكمن في ثمارها ومخلفاتها، وفي الولاية الشمالية، حيث تكثر مزارع النخيل، تبذل الدولة جهوداً كبيرة لتشجيع المواطن على الإكثار من زراعتها، لزيادة الدخل المادي للفرد بجنيه للتمور وبيعها، ولكن تبقى مخلفات النخيل إذا لم تستثمر، تكون عبئاً على أصحاب المزارع والدولة وأيضاً البيئة، نظراً إلى تكاليفها العالية سواء بحرقها أو طمرها، وما يرافق ذلك من مشاكل.
تؤكد الدراسات العلمية والميدانية أن هذه الشجرة الكريمة ستكون أكثر كرماً بما ستعطيه من مخلفاتها، إذا استثمرت في مشاريع صناعية، وهذا ما أكدته تجارب مشروع تدوير مخلفات أشجار النخيل في بعض الدول التي تنمو فيها أشجار النخيل، والتي تقوم به جهات فنية متخصصة، والتي ترصدها كأحد المشاريع الرائدة في دعم استراتيجية الاستدامة التي أقرتها رؤية السودان ضمن خطة 2030 للتنمية المستدامة