يا ابا فراس لله درك من إباء.. ومن بهاء! !1-2
مني ابوالعزائم … الكلام المباح
عندما اخترت زاوية للثقافة والادب والشعر والفن للقسم الثقافي لشبكة اثيرنيوز ..وجدت نفسي قد اخترت اسم لذيذ لزاوية الشعر وهو كرمة الشعر اي عنقود او “عنكوش” العنب بلغة الادب والشعر الشعبي السوداني..باعتبار الطعامة والحلاوة حتي ولو كان رثاءا..
وطالما استوقفتني (مجنونة ابوفراس الحمداني الشاعر الفارس الفحل..اراك عصي الدمع شيمتك الصبر) وهو يخاطب فيها نفسه الأبية العزيزة .رغم ان الحب لا يعرف كرامة واباء بين المحبين..فهو التقاء ارواح لا تدميها نوائب الدهر ومادياته ولاتقهرها بعد المسافات ولا تمرض من تقلبات الاجواء ..ولكن ما يدميها ويمرضها ويقهرهاةهو هجر وظلم وتمنع الحبيب..!
اعجبتني جدا مقالة للطبيب الشاعر صلاخ
الغزالي حرب في مقال رصين ورشيق كرشاقه ابي فراس في ميادين الوغي وشفيف ورقيق كرقة حروفه وشفيف كخلجات نفسه ورصين كرصانة فارس امام معشوقه .. قصيدة الفارس العاشق قدمها عنكوشة لذيذة في مائدة الابداع السوداني الفنان الشاعر الباحث الدكتور عبدالكريم الكابلي..في عزم المجتهد للارتقاء بالذوق والحس الانساني للذائقه السودانية حفظه الله ذخرا للثقافه العربية والافريقية السودانية..
.نعود للاديب الطبيب (د. صلاح حرب ) والذي جاء بتحليلين ادبيين من رصفائه الادباء الاطباء والطبيب هو الاقدر علي الانصاف امام سهر العيون المحبة وخفقان القلوب العاشقه..
العنوان ياخذك للمعني والمراد..ما اروعه من معني ومبني..
(عندما ينصهر الطب مع الفن فى بوتقة الإبداع)فالي عالم الانس والخيال و الجمال..
نلتقى اليوم مع من إبداع الطبيبين د. أسامة حمدى ود. رءوف النفيس مع قصيدة (أراك عصى الدمع) والتى غنتها أم كلثوم على مسرح الأزبكية فى 7 يناير 1965 من ألحان ابن المنصورة العبقرى رياض السنباطى.. وكانت كوكب الشرق قد غنتها مرتين من قبل بلحنين مختلفين أحدهما للشيخ أبوالعلا محمد عام 1926 والآخر لزكريا أحمد عام 1944.. والقصيدة من تأليف أبوفراس الحمدانى وهو شاعر وقائد عسكرى قديم وهو ابن عم سيف الدولة الحمدانى، أمير الدولة الحمدانية، التى شملت أجزاء من شمال سوريا والعراق وعاصمتها حلب فى القرن العاشر الميلادى، وقد أسر أبوفراس عدة مرات فى المواجهات مع الروم وقتل فى إحدى المعارك.. وله أشعار كثيرة أجملها هذه القصيدة.
ونبدأ أولا بالتحليل الأدبى للقصيدة للأستاذ الدكتور أسامة حمدى:
(فارس يسقط من على فرسه أسيرا فى يد الروم للمرة الثالثة بعد أن هرب من الأسر مرتين من قبل وهو يجلس وحيدا مسجونا ومهموما يتذكر كيف وقع من قبل صريعا فى حب إنسانة لا تعرف قدره وكأن القدر قد ابتلاه بهزيمتين متواليتين وكلاهما مؤلم.. واحدة فى ميدان القتال والثانية فى صراع القلب وبين نيران الأسر وأعاصير الهجر يكتب أبوفراس قصيدته والتى كانت السبب فى فك أسره حين سمعها سيف الدولة ولكنها ظلت لعشرة قرون ترج دنيا العشاق.. فالحمدانى يستكبر وهو الذى فاق خليله المتنبى بفروسيته أن يسأله أحد عن حبه الذى أخفاه بين ضلوعه لما فيه من خزى ومذلة فيسأل هو نفسه.. ألم يغز الحب قلبك أيها الأديب الفارس الذى يعتز بكبريائه ولكن من لم تضعفه الحروب ينهار فجأة ويعترف أنه مشتاق ومجروح ولكنه يكتم لوعته فمثل من فى قامته لا يجب أن يذاع له سر (أراك عصى الدمع شيمتك الصبر.. أما للهوى نهى عليك ولا أمر) كما أنه يعترف أنه مع قدوم الليل يطلق لهواه العنان ليواسى نفسه العليلة فيذرف الدمع ذليلا على كبريائه المكسورة (إذا الليل أضوانى بسطت يد الهوى.. وأذللت دمعا من خلائقه الكبر) فكم كانت قد واعدته وأخلت واستهترت به لدرجة يرى فيها أن الموت كان أقرب إليه من لقائها (معللتى بالوصل والموت دونه.. إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر) ورغم بطولته وشهرته فإنها تسأله من أنت؟ فيرد عليها قتيلك.. فردت بقسوة أيهم فهم كثيرون مثلك قد وقعوا فى حبى مثلك وقد تبدل بك الحال وأهانك الدهر فقال بل هو الحب وليس الدهر (تساءلنى من أنت وهى عليمة.. وهل لشجى مثلى على حاله نكر) ثم تنتهى القصيدة وهو يقلب أمره.. فلا راحة عاشها تسلاه ولا فراقا داوى جراحه وأنساه ولا بعادا أراح قلبه وهناه (وقلبت أمرى لا أرى لى راحة.. إذا البين أنسانى ألح بى الهجر) ويسدل الستار وأقدام أبى فراس مصفدة بالأغلال وقلبه مطعون بسهام الغدر والنكران).
وابقوا معنا فالحديث ذوشجون