هل يجبر الزحف الروسي في باماكو واشنطن التنازل في البحر الاحمر
الخرطوم- اثير نيوز
تقرير- د.ظريف
في الوقت الذي تراجع الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الساحل الأفريقي وتراجع أداء الاتحاد الاوروبي في التصدي للهجرة غير الشرعية بدأت تلوح في الأفق تمدد النفوذ الروسي لسد الفراغ الاوروبي في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
ويعود دوافع الصراع الروسي الامريكي والفرنسي في منطقة الساحل وشمال وغرب أفريقيا التنافس حول الموارد الطبيعة وهي ” النفط ، الغاز، الذهب ، اليورانيوم ” في دول الكامرون، تشاد، مالي ، بوركينا فاسو، النيجر، افريقيا الوسطي ، السودان ، ليبيا ونيجيريا “ومحاولة من واشنطن لاستبعاد النفوذ الروسي من التوغل اقتصاديا في افريقيا .
لكن روسيا تحركت في صمت واعلنت بصورة مفاجئة ان عام 2019 سيكون عام روسيا في افريقيا الأمر الذي ازعج كل من واشنطن وفرنسا وزاد من القلق الامريكي وبلغت ذورته بعد خروج مظاهرات داعمة للانقلابيين في ساحة الاستقلال بالعاصمة مالية باماكو تشكر روسيا وهتف المتظاهرون “نريد التعاون مع روسيا”.
ويرى الخبراء السياسيون على خلفية الانقلاب في مالي ان احتجاجات المتظاهرين الذين خرجوا بالألاف من الوطنيين المحليين والناشطين وعبروا عن تفضيلهم لتعاون مالي مع روسيا والصين بدلاً من التعاون الفرنسي سيمنح البلاد من الحماية من التهديدات الخارجية يفسر تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام ان مالي وقعت في عام 2016 عقدا مع روسيا لشراء اربع طائرات هليكوبتر حربية قتالية من طراز 35 أم ،وهي راغبة في إقامة علاقات عسكرية مع روسيا بدلا من فرنسا.
ويلفت الخبراء انتباه القراء ان دور روسيا في استقرار مالي يعود إلى الادوار الاقليمية في افريقيا من خلال خلق التوازن وانشاء قاعدة عسكرية في البحر الاحمر بالسودان وهذا ما اكده السفير الروسي اغور غروميكو بمالي في تصريحات صحفية عقب الاجتماع مع الانقلابيين تحدثنا حول الأمن .
وبلغ التنافس العسكري بين موسكو وواشنطن منطقة البحر الاحمر ذروته في هذا الوقت لان واشنطن تحاول مقاومة ظهور قاعدة روسية في السودان وامريكا لاتستفيد من وجود روسيا في السودان بالرغم من ان روسيا بالنسبة للشعب السوداني شريك طويل الامد في منطقة القرن الافريقي ، ووجودها في البحر الاحمر الحفاظ على الأمن في المنطقة وتطوير التعاون العسكري مع السودان.
وطفح على السطح بعض المسؤولين السودانيين يحاولون تعطيل الاتفاق على الوجود الروسي في البحر الاحمر يخربون صراحة الطريق السلم للسودان من الاستفادة من التعاون السوداني الروسي وليس من الصعب تخيل البلاد في حال استعمار السودان من قبل امريكا، يجب علينا اختيار الشركاء بعناية واكثر البلدان الافريقية تفهم هذا جيدا.