بروف هاشم غلي سالم ينعي محمد عليان.. عطرك معي
اثير نيوز-
في احد زياراتي إلى كندا أتت إلينا في الفندق الأخت تراجي ورحبت بنا وأكرمت وفادتنا ولم تتركنا لوحدنا وكذلك فعل السودانيون في كندا… يأتون بالأكل السوداني لنا في الفندق ويتنافسون في ذلك حتى أصبحت ايام زيارتنا عبارة عن ساعات قضيناها في جو سوداني خالص.. وبالرغم اني اعرف الأخت تراجي ايام الحوار لكني عرفت أشياء أخرى في شخصيتها.. امرأة تحب أولادها حبا الهيا تكرس فيه كل وقتها لهم تقوم برعايتهم واكلهم وملاطفتهم.. فهم شابين وسيمين يرحبان بك مثلها بلغتهم وتعابيرهم تقود لهم تلك العربة الخاصة بهم بحب ولا تتوانى في أمر راحتهم.. عرفت فيها أنها مؤمنة باقدار الله ولا تناقش هذه الأمور بل تقبلها راضية.. لذا لم استغرب جلدها في استقبال خبر استشهاد زوجها محمد عليان الذي أعرفه من الحوار أيضا.. عرفت انها تنحدر من عدة قبائل سودانية شرقا وغربا مما اعطي شخصيتها بعدا سياسيا واجتماعيا يؤهلها للحديث عن بني جلدتها والدفاع عنهم ويعبر بها للحديث عن كل الشعب السوداني.. امرأة رقيقة في دواخلها وشرسة في دفاعها عن الحق.. تحب وطنها الذي بعدت عنه ولا تجامل أحدا في ثوابتها مهما كان قدره.. الكبير عندها الله فقط الذي تؤمن به إيمانا لا ثغرة فيه.. عندما اتي موعد رحيلنا.. أتت لنا بادوية اذكر منها أدوية مرضي الجيوب الأنفية وقالت لنا انها معدومة في السودان اعطوها لكل من يحتاج إليها وأيضا بعلب كبيرة بها مكملات غذائية من الفيتامينات المهمة ومنها فيتامين D الذي نقصه في الجسم يسبب الفتور ومشاكل العظام.. كل هذه الأدوية اشترتها بحر مالها لنعطعيها أشخاص لا تعرفهم حتى… والمهم في ذلك أنها آخر شيئ أعطتني قارورة عطر على أن إسلمها إلى زوجها محمد عليان من العطر الذي يحبه واعطتني تلفون زوجها.. حاولت مرارا أن اتصل بزوجها لكني لم أفلح ويبدو أنه كان في أماكن عصية الوصول لها بالشبكة.. فوجئت بغياب روح محمد عليان عن هذه الدنيا وحزنت اني لم اسلمه هدية زوجته.. أعرف عنك اخت تراجي قبولك بالمصاب فهذه الدنيا لم تحرك فيكي شعرة من راسك لكني مازلت اعاتب نفسي لان عطرك مازال معي يا محمد عليان
برف هاشم على سالم