قرية يونانية يسكنها سودانيون.. “الأفروغريق” كيف وصلوا إلى بلاد الاغريق؟
وكالات- اثير نيوز
سلطت صحيفة “جريك سيتي تايمز” في تقرير لها، الضوء على مجموعة من الناس يعيشون في قرية “أفاتو” باليونان والقرى المجاورة لها مثل: “باليو كاتراميو، إيفلالو، ديكارتشو، كريماستي وباليو إيراسميو”، سمر البشرة؛ فريدون في أصلهم، لا سيما بالمقارنة مع الشعوب الأخرى التي تعيش في المنطقة. ينحدرون من إفريقيا، وعلى الأرجح تعود جذورهم إلى السودان.
وتشير الصحيفة إلى أنه في هذه القرى التراقية – في إشارة إلى منطقة تراقيا، وخاصة في “أفاتو”، سترى أشخاصاً ذوي بشرة سوداء يتحدثون اليونانية بطلاقة ويعرفون على أنهم يونانيون.
وبحسب الصحيفة فإنه قد تم جلب أسلاف الأفارقة من تراقيا من قبل باشا مصري (من المحتمل أن يكون من قبل إبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر)، لأن المنطقة كانت ملكية مصرية خلال سنوات الاحتلال العثماني.
يذكر أنه، تم تعيين إبراهيم باشا قائداً للجيش ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على الدولة العثمانية للظفر بالاستقلال، فانتزع معاقلهم وأخمد ثورتهم في ذلك الوقت.
وتضيف الصحيفة أنه مع انتشار تجارة الرقيق في شمال إفريقيا في ذلك الوقت، كان السودان الذي احتلته مصر، وفقاً للمؤرخين، مصدراً رئيسيًا للرقيق. وأشارت الصحيفة إلى أن الامبراطورية العثمانية، كانت أحد العملاء الرئيسيين، في استجلاب الرقيق من تلك المنطقة.
ومنذ 300 إلى 350 عامًا، أبحرت السفن التي تحمل رقيقاً اشتراهم البايات المحليون إلى بلدة أبديرا – وباي كلمة تركية الأصل وتعني السيد أو الأمير.
ومنذ ذلك الحين، قرر هؤلاء الأفارقة البقاء في الأراضي اليونانية.
في الواقع، عندما تم تدمير سميرنا ووقعت اليونان وتركيا على معاهدة لوزان لتبادل السكان المسيحيين والمسلمين، اختار الأفارقة من تراقيا عدم الذهاب إلى تركيا على الرغم من أنهم مسلمون سنّة.
منذ عام 1923 فصاعداً، أصبح الأفارقة جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات المحلية.
وعلى الرغم من أنهم لم يختلطوا حتى نهاية القرن العشرين مع اليونانيين والأقليات الأخرى في المنطقة بحسب التقرير، إلا أن الزيجات المختلطة بدأت في وقت ما لاحقاُ، وكانت النتيجة أنه في عام 2020، كان لدى السود الأكبر سنًا ذرية أقل سوادًا.
وفي تقرير إعلامي أعدته الكاتبة الصحفية ألكسندرا تزافيلا عام 2014 لصالح صحيفة Eleftherotypia التي تصدر في أثينا، قال راعي أغنام فخور ببشرته الداكنة، ويدعي Memetoglou Bahri، بروح الدعابة: “لقد تغير أطفالنا الآن. ابني لديه عروس بيضاء. اللون الأسود يختفي ببطء”.
وتشير الصحيفة إلى أنه في العقدين الماضيين فقط ظهر أشخاص تمكنوا من إنهاء المدرسة والدراسة حيث أجبرت الأجيال الأكبر سنًا على بدء العمل في سن مبكرة وتم استيعابهم في الحياة الزراعية.
السوداني-
ترجمة : سحر احمد