تعرف على قصة عم طارق مجرم الحرب الذي عاش في مصر متخفيا ٣٠ سنة ولم يكتشفه احد
رصد: د. مروة الفاتح
ما سنسرده الآن من أحداث ربما قد يعتقد الكثيرون أنها من وحي خيال الكاتب أو أنه يحكي قصة خيالية من فيلم من الأفلام السينمائية المثيرة ، ولكن في الواقع أن ما سنسرده في السطور التالية من وقائع قد حدث بالفعل على أرض مصر فمقالنا اليوم عن قصة حقيقية لمجرم خطير من مجرمي الحرب الذي ارتكب من الفظائع والجرائم ما يشيب لهوله الولدان.
إبان الحرب العالمية الثانية ارتكب جنود وضباط وقادة ألمانيا العديد من الجرائم حيث قتلوا وعذبوا وشردوا الآلاف دون رحمة أو شفقة ، ومن ضمن هؤلاء الضباط الذين ارتكبوا جرائم حرب هو الضابط الطبيب ( اربيرت هاييم ) الذي ارتكب من المذابح الدموية الكثير والكثير حتى تم تلقيبه باسم ( سفاح ماوتهاوزن ).
فقد كان مجرم الحرب ( اربيرت هاييم ) يتفنن في تعذيب ضحاياه وابتكار أساليب مريعة في القتل حيث كان يحقن قلوب ضحاياه بالسم والبنزين وغيرها الكثير والكثير من وسائل التعذيب البشعة.
ومع هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية هرب الكثير من قواد هتلر وضباطه ، وكان من ضمن الضباط الذين هربوا السفاح القاتل ( اربيرت هاييم ) الذي لم يستطع أحد العثور على أي أثر له وانقطعت أخباره تماماً.
ولكن كانت المفاجأة عندما تم اكتشاف أن السفاح الألماني اربيرت هاييم قد اختبأ في مصر طوال سنوات عديدة حيث ظل هذا السفاح في مصر منذ عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين إلى عام ألف وتسعمائة واثنين وتسعين دون أن يحس به أحد حيث برع في التخفي طيلة أعوام عديدة.
عاش هذا السفاح في مصر وبالتحديد في حي الموسكي حيث سكن في فندق ( قصر المدينة ) طوال ثلاثين عاماً تحت اسم مستعار هو ( طارق حسين فريد ) أو عم طارق كما كان يناديه أهل الحي الذي كان يسكنه.
والعجيب أن هذا السفاح كان يتعامل مع الجميع بود وطيبة ويتقن التحدث باللغة العربية ، ويراه أهل الحي يمشي يوميا بين الأزهر والموسكي ، ومن الجدير بالذكر أن هذا السفاح قد وافته المنية عام ١٩٩٢ بعد صراع مع مرض السرطان.
والغريب أن أمر السفاح اربيرت هاييم لم يتم اكتشافه إلا بعد وفاته حيث لم يتم اكتشاف أمره إلا في سنة ٢٠٠٩ حيث كانت الحكومة الألمانية تجري تحقيقات بشأن مجرمي الحرب وأسفرت التحقيقات عن وجود أدلة تشير إلى أن واحداً من مجرمي الحرب العالمية الثانية قد هرب إلى مصر.
واستطاعت مجلة ( نيويورك تايمز ) من التواصل مع أصحاب الفندق الذي سكن به السفاح اربيرت هاييم في مصر وابتاعت منهم حقيبة كانت تخص السفاح وعثروا فيها على عدد من الصحف الألمانية ، كما وجدوا في الحقيبة عدة رسائل من ابنه وجواز سفر باسمه الحقيقي ورسائل بخط هتلر مما أكد أن عم طارق الذي عاش ثلاثين عاماً في مصر لم يكن إلا مجرم الحرب الخطير ( اربيرت هاييم ).
وفي الختام نوجه إليك سؤالاً عزيزي القارئ هل تعتقد أن بإمكان أحد أن يخفي حقيقة شخصيته للأبد أم أن الحقيقة لابد أن تظهر مهما طال الزمن ؟