تقدير موقف عسكري – سياسي … حول المشهد السوداني خلال الثلاثين يوماً القادمة … بقلم : المهندس / خالد مصطفى الصديق الفزازى

أولاً :* الوضع الراهن :
القوات المسلحة السودانية حققت انتقالاً نوعياً من حالة الدفاع إلى الهجوم المنظم والمباغت ضد مليشيا الدعم السريع .
الدعم السريع يعاني من :
تراجع فى الروح المعنوية .
خسائر ميدانية متزايدة .
اختناق لوجستي وتمويلي مع محاولات يائسة لإعادة التموضع عبر الجوار التشادي .
الساحة الإقليمية تميل تدريجياً نحو دعم وحدة الدولة السودانية ، مع تزايد الضغوط الدولية على داعمي مليشيا الدعم السريع (خاصة الإمارات وتشاد) .
*ثانيًا :* المؤشرات الدالة :
1. تصريحات البرهان القوية بتحول العمليات إلى الهجوم ووعوده بإنهاء تهديد المسيّرات .
2. زيارة سرية لعبد الرحيم دقلو لتشاد ، تؤكد حاجتهم لدعم عاجل .
3. اشتداد الحراك الشعبي والوطني خلف القوات المسلحة السودانية (استنفار داخلي وإعلامي) .
4. رصد مؤشرات عن تململ داخل صفوف الدعم السريع (خاصة وسط القيادات الميدانية) .
5. تواتر أنباء عن تطوير قدرات الدفاع الجوي للجيش .
*ثالثًا :* السيناريوهات المحتملة خلال الثلاثين يومًا القادمة :
1. السيناريو الأول : تقدم حاسم للجيش السوداني .
تنفيذ عمليات هجومية واسعة فى الخرطوم ومحيط الفاشر ونيالا .
تحييد فاعلية المسيرات المعادية عبر أنظمة التشويش أو المضادات .
انهيار خطوط دفاع المليشيا فى مناطق استراتيجية .
*التداعيات :*
تفكك التنظيم المركزي لمليشيا الدعم السريع .
استسلام جماعي أو فرار مجموعات كبيرة منهم نحو الغرب (دارفور – تشاد) .
2. السيناريو الثاني : تصعيد إرهابي من مليشيا الدعم السريع :
فى حال انهيارهم الميداني ، قد تلجأ مليشيا الدعم السريع إلى :
تنفيذ تفجيرات فى المرافق الحيوية (مستشفيات – أسواق) .
تنفيذ اغتيالات سياسية أو عسكرية .
محاولة إثارة الرعب عبر خطف المدنيين أو استخدامهم دروعًا بشرية .
*التداعيات :*
ارتفاع مؤقت في الخسائر البشرية داخل المدن .
تضامن وطني أكبر خلف الجيش مع تصاعد الخطاب الوطني التعبوي .
3. السيناريو الثالث : تدويل الأزمة عبر دفع مبادرات تفاوضية :
مع الانهيار المتوقع ، قد تدفع قوى دولية (مثل فرنسا أو الإمارات أو بريطانيا) نحو فرض مفاوضات عاجلة لمنح المليشيا مكاسب سياسية لتأمين انسحابهم .
*التداعيات :*
رفض شعبي وعسكري لهذه المبادرات .
احتمالية تصعيد الجيش عملياته لفرض واقع ميداني من طرف واحد قبل أي ضغوط تفاوضية .
4. السيناريو الرابع : تفكك داخلي وانشقاقات كبرى داخل الدعم السريع :
تصاعد الانشقاقات الميدانية مع مغريات العفو أو التسوية الفردية .
تصفيات دموية داخلية بين قادة المليشيا لفرض السيطرة مع تراجع الانضباط .
*التداعيات :*
تعجيل بانهيار الدعم السريع من الداخل .
بروز قادة ميدانيين يحاولون التفاوض المباشر مع الجيش لتسليم أنفسهم .
رابعًا : العوامل المؤثرة في تطور المشهد :
قدرة الجيش على استثمار تفوقه الجوي والبري بسرعة وحسم .
استمرار الدعم الشعبي الداخلي وتوسيع حملات التعبئة الوطنية .
نجاح الجيش فى السيطرة على الإمدادات الحدودية وقطع طرق التهريب من تشاد .
تطور أو دخول دعم استخباري أو عسكري محدود من الحلفاء الإقليميين (روسيا – إيران – الصين) .
*خامسًا : التوصيات :*
1. الإسراع بالحسم العسكري قبل تصاعد الضغوط الدولية للمساومة السياسية .
2. تفعيل الحملات الإعلامية الوطنية لفضح جرائم المليشيا وتسويق انتصارات الجيش داخلياً وخارجياً .
3. تشديد الرقابة الأمنية داخل المدن الكبرى لمنع العمليات الإرهابية المتوقعة .
4. مراقبة التحركات التشادية عن كثب وتفعيل الردع الدبلوماسي عبر الاتحاد الإفريقي .
5. إطلاق مبادرات وطنية لاستيعاب المقاتلين المنشقين ضمن برامج تسريح وتأهيل مدنية وعسكرية .
*الخلاصة*
خلال الثلاثين يومًا القادمة ، تشير كافة المعطيات إلى أن القوات المسلحة السودانية أمام فرصة ذهبية لتحقيق انتصار استراتيجي حاسم ، يتمثل فى :
إنهاء التهديد العسكري لمليشيا الدعم السريع .
إعادة فرض السيادة الكاملة على العاصمة والمدن الكبرى .
قطع الطريق أمام محاولات تدويل الأزمة أو فرض حلول سياسية منقوصة .
وسيكون ذلك مرهوناً بمدى قدرة الجيش على إدارة العمليات بالحسم والسرعة المطلوبة ، مع السيطرة على أي ارتدادات أمنية أو دبلوماسية محتملة .
*-خبير اقتصاديات التنمية*
*-مختص فى العلاقات الدولية*
*-خبير استراتيجيات واقتصاد المعرفة*
*26 أبريل 2025م*