و رحل حسن . . الحسين . . الحسن .. السفير/ عبدالله احمد عثمان

و رحل حسن . . الحسين . . الحسن
راسلني صوتيا و فرحة الطفل و بسمته تطل من خلال رسالته الصوتية ” يا سعادتك أنا نقلوني أسوان . . و انت أول زول أكلمك ” . . كان ذلك قبل أسبوع فقط من رحيله المر في خواتيم الشهر الفضيل . . باركت له و اوصيته خيرا و أنك ستعمل مع سفير قدير و يقدر جهد المجدين امثالك ألا و هو السفير عبد القادر عبد الله . . حسن لم يكن لي مجرد سائق خصصته لي الوزارة بل أخ عزيز و كريم . . و امتدت العلاقة الشخصية بيننا منذ العام 2009 و حتى بعد وفاته رحمه الله . . حيث أنه قام كالعادة لسنوات بصرف تكافلي لشهر رمضان الماضي ، و كلف زميل له بتحويله لي و لكن أراد الله أن يختاره إلى جواره و يتم التحويل عقب الوفاة ليكون آخر العهد مع جحفل من الأمانة و الصدق . . و محفل من الوفاء و سلامة الطوية . . خلال حياتي العملية عمل معي 13 سائق منذ القاهرة و الخارجية و المجلس الوطني و الحكم الاتحادي و السفارات ، كلهم إخوة كرام و علاقتي مع جميعهم إخاء و مودة و بعضها مستمر ليومنا . . و لكن حسن تفرد بعلاقة امتدت للاسرتين فوالده النقابي الصدوق و مأذون مزاد بحري و علم بها عمنا /عباس التوم . و توثقت عرى التواصل و الزيارات مع أسرته الكبيرة ، و الصغيرة في الصافية و لاحقا ببري الدرايسة . . و من جانبه فقد ساعدني بشهامته المعهودة خلال سعيي لبر للوالدة رحمها الله و هي تتابع جلسات غسيل الكلى 2009 – 2011 و تقيم مع شقيقتنا التي تسكن بجوارهم في المزاد بحري . و امتدت العلاقة بينه و والد زوجتي رحمه الله الذي استلطفه للغاية و كان ينتظره و يتصل عليه ليسرع لتناول وجبة معه بالمنزل . . و شاء الله أن توفرت لي فرصة شخصية واحدة فقط لاستقدام شاب للعمل في الجيش البحريني خلال عملي سفيرا بها، و بحمد الله لم أتردد في منحها لنجله صلاح تقديرا لأنه محمول اسريا . و حين رزق صلاح بأول مولود له رد التحية بأحسن منها فاسمى وليده ( عبدالله ) . . و زف لي حسن جد المولود الخبر جزلا كعهده مع صورة المولود حفظه الله و رعاه . إنها ذرية بعضها من بعض . . رحم الله حسن الحسين إذا قارنته . .و الحسن في ذاته . . رحمة واسعة و جعل الجنة مثواه في عليين مع الشهداء والصديقين في مقعد صدق عند مليك مقتدر إنا لله وإنا إليه راجعون .