مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : فلتكن معركة الهلبة نقطة الانطلاق من محور شمال النيل الأبيض وصولا الي صالحة وطريق الصادرات

بتاريخ التاسع والعاشر من أبريل الجاري ، شهدت منطقة الهلبة بشمال النيل الأبيض ، شهدت معارك شرسة بين القوات المسلحة والمقاومة الشعبية من جهة وقوات المليشيا المتمردة من جهة اخري ، وبفضل الله سبحانه وتعالى استطاعت القوات المسلحة السودانية هزيمة التمرد واحداث خسائر كبيرة وسط صفوفه مع تدمير عدد كبير من السيارات القتالية للتمرد ، في حين انسحبت بقايا المليشيا المنهزمة الي مناطق الشقيق والحمرة.
ولعل الملحمة البطولية التي سطرها أبطال الفرقة 18 بشمال النيل الأبيض وبمشاركة من فرسان منطقة الهلبة (المقاومة الشعبية) ، ستبقي تلك الملحمة واحدة من قصص التلاحم والالتحام الشعبي مع جيشه في مواجهة المليشيا المدعومة من دولة الاشرار الإمارات.
ورغم النصر المؤذر لكن تبقي التوقعات قائمة بأن تلملم المليشيا جوانبها وتتحصل علي دعم وتحاول إعادة الكرة للهجوم علي قواتنا بالمنطقة.
ومنطقة الهلبة الكائنة بشمال النيل الأبيض و جنوب غرب ام درمان ، تعتبر منطقة ذات موقع استراتيجي هام
وتواجد القوات المسلحة السودانية فيها بلاشك ، سيسهم في أضعاف او ربما القضاء بشكل تام علي خطوط إمداد المليشيا التي تنطلق من بعض مناطق شمال كردفان ومن مدينة بارا علي وجه التحديد ومناطق جبرة وحمرة الشيخ. وكما هو معلوم فان تلك المناطق تبقي مفتوحة امام خطوط إمداد المليشيا وصولا الي الحدود السودانية التشادية. مايعني استمرار الشريان المغذي لها في مناطق غرب ام درمان وصولا الي عمق العاصمة .
وقد أشار قائد الفرقة 18 في النيل الأبيض الي أن الوضع مازال متوتر في المنطقة ، عليه فان الوضع يحتاج لارسال تعزيزات كبيرة ودعم القوات الموجودة بالمنطقة دعما عاجلا من القوات المسلحة وكتائب القوات النظامية الاخري و المشتركة والمستنفرين ، وذلك لتدعيم موقف قوات الفرقة 18 المسنودة بفرسان المقاومة الشعبية بالمنطقة. وقد أظهرت بعض المقاطع المصورة بالفيديو ، أظهرت احتفاء عدد من شباب و فرسان منطقة الهلبة والذين يتقدهم البطل المغوار محمد عبدالمجيد وهو الهمام الذي يذكرنا بأبطال الإسلام في عصر الفتوحات الإسلامية بل نحسبه من نسل قادة معركة القادسية والذين كان الواحد فيهم يساوي مائة فارس من فرسان الفرس او الروم ، وقد أشار المؤرخون أن القعقاع بن عمر التميمي لوحده كان يساوي جيشا كاملا من الأعداء .
وبطل منطقة الهلبة الجحجاح ود عبدالمجيد والذي يزأر كالأسد ويصهل كالمهر الحر ، ظهر يوم المعركة وساعة اللقاء ، ظهر وهو موشح بالدماء وبقايا جسده ملفحة بالذخائر والقرنوف ، مدافعا عن الأرض والعرض ، فلله
درك من بطل وفارس يا محمد عبدالمجيد ونحسبك من طينة الابطال وفرسان الإسلام فقد سطرت يافتي مع مجموعة من ابناء منطقة الهلبة ، سطرتم اروع الملاحم في قهر هذه المليشيا الظالمة .
وبعد أن أكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية العميد ركن نبيل عبدالله ، انتصار القوات المسلحة في منطقة الهلبة وطردهم لعصابات الجنجويد المعتدية، يبقي من الضروري أن يتبع ذلك الانتصار خطوات جادة وسريعة لتوفير كل أنواع الدعم العسكري اللوجستي والفني بالطيران والمسيرات لقوات الفرقة 18 الموجودة بالمنطقة وذلك عبر ارسال مزيد من القوات من فصائل ووحدات القوات المسلحة الي شمال النيل الأبيض ومناطق الجموعية باتجاه طريق الصادرات بحيث يتم توسعة دائرة التأمين لولاية الخرطوم بأكثر من 60 كيلو غربا كخطوة أولوية نحو الانطلاق الي مناطق حمرة الشيخ وصولا الي بارا ليتم قطع كل خطوط الإمداد عن بقايا جيوب التمرد المتحصنين في مباني الجامعة الإسلامية وبعض أحياء صالحة بغرب العاصمة الخرطوم .
نعم القوات المسلحة لديها خططها العسكرية والتي تنفذها وفقا لتكتيك عسكري محكم ومتأني ، ولكن خطورة وجود المليشيا بمناطق الحمرة والشقيق وتواصل خطوط إمداداته عبر بارا ومناطق جبرة الشيخ ، تحتم ان يعيد الجيش السوداني انتشاره بشكل سريع ومباغت للسيطرة علي تلك المناطق ، وخاصة غرب وجنوب المويلح وعلي طريق الصادرات الهام ، ولعل سرعة انجاز هذا الأمر سييقطع الطريق لاي امدادات قادمة لمجموعات التمرد الموجودة حاليا بمناطق صالحة والجامعة ومناطق البنك العقاري و المويلح وهي الآن في وضع يائس وبائس.
وخطوة انتشار الجيش غربا ستسهم بشكل كبير في أحداث مرونة لتحرك القوات المسلحة باتجاه مناطق شمال كردفان وصولا الي الفاشر شنب الأسد بإذن الله تعالى .