الأوضاع على حافة الانفجار .. عبدالرحيم دقلو يقود إنقلاباً داخل صفوف المليشيا

باتت الأوضاع داخل مليشيا الدعم السريع على حافة الانفجار بسبب الصراعات داخل صفوف المليشيا من جانب ،والصراع بين قائد المليشيا محمد حمدان (حميدتي) ،وأخيه قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم دقلو الشهير والذي بات طموحه ورغبته في قيادة المليشيا هي التي تسيطر عليه في ظل تمرد مكتوم تقوده قيادات أهلية وزعماء قبليون وأبناء هذه القبائل عقب تهديدات مستمرة وحملات ترغيب وترهيب من قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم دقلو ،آخرها تهديدات عبدالرحيم للقبائل ولقيادتها بضرورة استنفار منسوبيهم لنصرة المليشيا في حرب الفناء التي تقودها ضد الدولة السودانية ،وباتت غالبية القبائل على وشك الانشقاق من المليشيا ونفض يدها من التمرد والرجوع إلى رشدها والعودة للحكومة السودانية .
اتصالات سرية:
وكشفت مصادر حكومية مطلعة أن غالبية القبائل الدارفورية المنضوية تحت جناح المليشيا باتت متأكدة ان المليشيا قد انهارت وخسرت حربها تجاه الحكومة السودانية وفقدت قبل كل ذلك تعاطف السودانيين والمجتمع الدولي، وتبحث هذه القبائل عن (طوق نجاة) عبر اتصالات سرية تقودها قيادات منها مع الحكومة للانسحاب من جانب المليشيا والانضمام للجيش، فضلا عن رغبتها وتأكيداتها بقرب سحب ابنائها من صفوف المليشيا، خصوصا عقب الإبادة التي تمت لعناصرها في الخرطوم، وتخلي قيادة الدعم السريع عنها وعن تقديم أي مساعدات لعناصر هذه القبائل التي كانت محاصرة في القصر الجمهوري وفي ولاية الخرطوم،مع قيام قيادة الدعم السريع بسحب المقربين منها.
تجريد (حميدتي):
وفي ذات السياق كشفت مصادر مطلعة داخل صفوف الدعم السريع عن نقل قيادة المليشيا الميدانية والسياسية والمالية إلى عبدالرحيم دقلو منذ فبراير 2024 بسبب تدهور الحالة الصحية لقائد المليشيا (حميدتي) وتراجع قدرته على القيادة بسبب المرض.
وأكدت المصادر أن قيادة المليشيا جردت حميدتي من صلاحياته بضغط إماراتي وبالمقابل قام عبدالرحيم دقلو بحل المكتب التنفيذي للمتمرد حميدتي، ونقل مدير مكتب حميدتي اللواء متمرد حسن محجوب ليكون قائداً لقطاع أم درمان، كما حل الأجسام الموالية لحميدتي وجمد عملها بصورة واضحة، وقام عبدالرحيم باستبعاد المستشار السياسي لحميدتي يوسف عزت وحل الهيئة الإستشارية وتكوين مجلس إستشاري جديد يتبع له.
وأكدت المصادر أن كل هذه الإجراءات بسبب صراع خفي ظهر بين حميدتي وعبدالرحيم خاصة أن الثاني لديه نوايا للانفراد بالسلطة.
كواليس اجتماعات نيروبي:
وكشفت المصادر عن عقد قيادة المليشيا المتمردة إجتماعا في نيروبي بتاريخ 14 يناير 2025 بحضور عبدالرحيم دقلو ومحمد حسن التعايشي وعمر حمدان وصديق الغالي وآخرين.
وناقش الإجتماع خيار التفاوض سياسيا مع الحكومة بقيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان .
وأكدت المصادر اللصيقة بقيادة المليشيا بروز خلافات حادة خلال الاجتماع بسبب طرح خيار التفاوض أو الإستمرار في العمليات العسكرية فقط.
وقدمت المجموعة التي تدعم التفاوض سياسيا –بحسب المصادر- مقترحا بجمع جميع الاحزاب في السودان المعارضة للحكومة في كيان واحد للتفاوض مع الحكومة.
وزعمت المصادر ان عبدالرحيم دقلو وصديق الغالي والتعايشي دعموا خيار التفاوض ، أما المجموعة الأخري الرافضة للتفاوض وتبنت الخيار العسكري فقط فضمت عمر حمدان والذي يدعمه حميدتي نفسه. وأوضحت المصادر أن الإمارات رفضت حينها الطرح العسكري الذي يدعمه حميدتي ،ودعمت خيار عبدالرحيم دقلو .
الوصول إلى (حميدتي):
وبينت المصادر بان الامارات قامت بوضع حميدتي منذ ذلك الوقت تحت الرعاية الطبية بدولة كينيا ، ورهنت الوصول إليه بأذن من أخيه عبدالرحيم بحجة عدم اشراكه في التفاصيل حتى لا يتأثر بالأحداث وتتدهور حالته الصحية.
وقالت المصادر المقربة من قيادة المليشيا إن عبدالرحيم دقلو مكن قيادات الرزيقات الماهرية بالكامل من مفاصل القرار العسكري والسياسي واستبعد كل قيادات القبائل الأخرى .
وارجعت المصادر أسباب التراجع العسكري للدعم السريع لانشغال القيادات العسكرية للماهرية بالتجارة وبيع الذخائر والإمداد والمنهوبات، مما أدى إلى تجويع المقاتلين وعدم العناية بجرحى المعارك عدا فئة الماهرية والرزيقات.
فساد المليشيا:
وطفت للسطح جرائم فساد داخل صفوف المليشيا بسبب هذه التجاوزات، وعم الفساد المالي –بحسب المصادر المقربة من قيادة المليشيا- كل وحدات المليشيا خاصة الوحدة الطبية، والتي قام فيها المتمرد محمد بلايل وبمشاركة أبشر بلايل بنهب مبالغ مالية ضخمة ومعدات طبية تبلغ قيمتها نحو 80 مليون دولار من مستشفى شرق النيل ،وهرب محمد بلايل إلى كمبالا والتي لايزال يقيم فيها برفقة أسرته في منطقة (ناليا) .
خطة (عبدالرحيم):
ومضت المصادر في سرد تفاصيل ما يدور في صفوف المليشيا وكشفت عن وصول عبدالرحيم دقلو مؤخرا إلى نيروبي لاعلان قيادته الفعلية للمليشيا، وقام بتقديم خطة مكتوبة لحميدتي وطلب فيها العمل بالاجسام القديمة للمليشيا، وحل تحالف القوى المدنية المتحدة (قمم) والذي كونته المليشيا كظهير سياسي إضافي لها مع حليفتها تقدم وصمود ،ويضم تحالف (قمم) حركة تمازج، والتحالف السوداني بقيادة حافظ عبد النبي، بالإضافة إلى زعماء إدارات أهلية موالية للمليشيا ومجموعات شبابية تزعم تمثيلها للجان المقاومة.
ونقل عبدالرحيم إلى حميدتي رغبته في ترتيب المشهد العسكري والمدني.
وكشفت المصادر عن رفض حميدتي لمخطط أخيه وأتبعه برفضه لرئاسة مجلس السيادة في الحكومة الموازية للمليشيا والتي سعت لتكوينها حينها في نيروبي ،وبينت المصادر ان حميدتي حينها رفض ايضا مخاطبة المؤتمرات التي عقدت في نيروبي رغم تواجده في كينيا في اشارة واضحة لرفضه وضعه تحت وصاية عبدالرحيم ،وتسليمه له قيادة المليشيا بتوجيه الإمارات .
بيع المعارك:
وبينت المصادر أن التململ من قيادة المليشيا انتقل للضباط في الميدان، وانتشرت العديد من مقاطع الصوت المسجلة لقيادات ميدانية وجنود في الدعم السريع، تشير إلى أن الحرب أصبحت سياسية وأن جميع المعارك تم بيعها من قبل القيادات الميدانية في الدعم السريع إلى دولة الأمارات وأن الحرب مصيرها التفاوض السياسي.
وتوقعت المصادر اكتمال فصول الانقلاب كامل الدسم الذي يقوده عبدالرحيم بعد تحركاته الاخيرة في الميدان في دارفور ،وبينت المصادر ان لهجة عبدالرحيم اختلفت كثيرا خلال المخاطبات الأخيرة ،وبات لا يأتي بذكر اسم أخيه حميدتي لا من قريب ولا من بعيد ،واصبح يتحدث كقائد أوحد للمليشيا، ويهدد زعماء القبائل وضباط المليشيا بالتصفية بالرصاص ،وتوقعت المصادر أن تشهد الأشهر القليلة القادمة اكتمال الإنقلاب داخل قوات المليشيا وقياداتها العسكرية وانشقاقات في الميدان وانضمام مجموعات عسكرية وتسليمها للقوات المسلحة.
نقلا عن “أصداء سودانية”