محلل سياسي: تصريحات سفيرة الإمارات حملت لهجة سياسية لا تتفق مع السياق الدبلوماسي

انتقد المحلل السياسي والخبير القانوني أحمد عبد الرحمن، تصريحات سفيرة دولة الإمارات في هولندا، أميرة الحفيتي، التي أدلت بها لقناة “سكاي نيوز عربية”، ووصفت فيها اتهامات الجيش السوداني بأنها “ادعاءات فجة” ضمن “حملة ممنهجة” ضد بلادها، مؤكداً أن تلك التصريحات اتخذت طابعاً سياسياً لا ينسجم مع السياق الدبلوماسي الأوروبي.
وقال عبد الرحمن إن استخدام السفيرة لعبارات مثل “ادعاءات فجة”، و”حملة ممنهجة”، و”تخبط”، يعكس أسلوباً أقرب إلى الخطاب السياسي منه إلى الخطاب الدبلوماسي، مشيراً إلى أن الأفضل كان الاكتفاء بنفي الاتهامات دون اللجوء إلى مهاجمة القوات المسلحة السودانية باتهامات ضمنية بمحاولة “التملص من الفظائع”.
وأضاف: “مثل هذا الأسلوب يُفهم على أنه محاولة لتشتيت الانتباه عن جوهر القضية، ويُظهر الموقف الإماراتي وكأنه متوتر أو خائف من الاتهامات، بدلاً من أن يبدو واثقاً وهادئاً كما يُتوقع من دبلوماسية رفيعة المستوى”.
وتابع عبد الرحمن أن أخطر ما ورد في تصريحات السفيرة هو قولها إن الجيش السوداني “يستغل المنابر الدولية… لإضفاء الشرعية على نفسه”، معتبراً أن هذا الطرح يشكل انتقاصاً من مكانة ودور المحاكم الدولية، واستهانة بحق الدول والأطراف في الترافع أمام القانون الدولي، وهو ما قد يثير انتقادات حقوقية وقانونية في الساحة الدولية.
وأشار عبد الرحمن إلى أن السفيرة اكتفت بالنفي العام دون تقديم أدلة قانونية واضحة لدحض الاتهامات، مؤكداً أن هذا الأسلوب الإعلامي لا يكفي في ساحات المواجهة الدبلوماسية، خصوصاً عندما تكون الاتهامات مطروحة أمام محكمة العدل الدولية.
واختتم حديثه بالقول إن دفاع السفيرة كان واضحاً في دعم موقف بلادها، لكنه جاء بلغة سياسية هجومية لا تتناسب مع متطلبات الرد القانوني الرسمي، داعياً الإمارات إلى تقديم رد قانوني مهني وموثق أمام المحكمة الدولية، بدلاً من الاكتفاء بتصريحات إعلامية قد تُفسَّر كتعبير عن توتر دبلوماسي.