ياسر الفادني : نبأ طائر الهدهد !!

ماذا يغرد طائر الهدد من حقائق؟ الحقيقة التي أطلق تغريدتها وأكد أنه لا يمكن دفنها تحت ركام التضليل، أن المليشيا في مدن دارفور المستباحة لم تعد تخشى القوات المسلحة وحدها، بل باتت ترتجف من غضب المواطن، ذاك الغضب الذي ظل يتراكم بصمت حتى بلغ مداه واستعر ، المواطن اليوم صار خصمًا شرسًا للجنجا لا يهاب السلاح ولا تغريه وعود الكاذبين، بل يحمل في صدره نارًا لا تبقي ولا تذر

الشارع يغلي، والحنق الشعبي الذي اندلع هنا وهناك ضد المليشيا ما هو إلا مقدمات لإنفجار أكبر، انفجار سينسف أوهام السيطرة والهيمنة التي بنتها هذه العصابات على جماجم الأبرياء، عبد الرحيم دقلو، الذي وعد بغزو الشمالية بمليون جندي، فشل فشلًا ذريعًا، وسقط مشروعه قبل أن يولد، اتصالات سماسرته ومحاولات شراء الذمم باءت بالخسران، وكثير من الذين استُهدِفوا بالمال أخذوا ما أُعطي لهم ومضوا في طريقهم و(عملوا فيها رايحين ) ! تاركين خلفهم أحلامه تتبخر بعد أن حفيت أقدام إستخباراته للوصول إليهم

القيادات الوسيطة للمليشيا، تلك العالقة في الميدان، تعيش على وقع الرعب والشك، بينما فرّت القيادات الكبرى إلى تشاد، باحثة عن مأوى يحميها من العاصفة القادمة الخوف الآن يعشش في صدورهم، يتلمسون طريق الهروب في كل لحظة، لأنهم يعلمون أن ساعة الحساب قد اقتربت

المليشيا باتت عالقة بين مطرقة القوات المسلحة التي استعدت جيدًا لتطهير الأرض، وسندان المواطن الذي لم يعد يرحم, لم يعد أمامهم خيار، فإما الهروب كالفئران، أو الموت تحت أقدام الغاضبين الذين قرروا استعادة كرامتهم بأيديهم ،لا مفر الأرض تضيق بهم، والسماء لا تفتح أبوابها للهاربين وليس فيها (جحور للجقور) .

مقالات ذات صلة